الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


د. قاسم بلشان التميمي ||

لا يتوقف مطلب الحرية عند الانسان، بل هو مطلب كل كائن حي، نبات كان ام حيوان، ومنذ فجر الوجود بدأ الصراع مابين الحرية والعبودية، ومازال وسوف يبقى؛ لان الحرية تمثل وجود وكرامة وحياة .
والحرية شعار ( نظري) يرفع ، ما يلبث ان يطبق على( ارض الواقع)، ولكن تطبيقه ليس بتلك السهولة التي نتصورها؛ بل يحتاج التطبيق الى ارادة حقيقية وثقة بالنفس.
بعد عام ٢٠٠٣ تنفس أبناء العراق الصعداء، بعد تخلصهم مم الدكتاتورية ( الأحادية) ذات القطب الواحد ؛ليرى أبناء العراق أنفسهم تحت دكتاتورية( متعددة الأقطاب)، وبدأ أبناء العراق العمل والنضال للتخلص من متعددة الأقطاب ، ليكون الأول من تشرين عام ٢٠١٩ موعدا للانطلاق وتظاهرات واسعة ضد المنظومة الحاكمة، لكن الشيء الملفت ان هذه التظاهرات سارت في طريق مخالف جدا للهدف المعلن الا وهو الحرية وتحسين الوضع الاقتصادي، وتم تبادل الاتهامات بين المتظاهرين انفسهم، فهناك من يقول ان الأحزاب ركبت الموجة واخر يقول ان الموساد وراء هذه التظاهرات، وقسم اخر يتهم دول او شخصيات بعينها، والنتيجة تم اخماد هذه التظاهرات.
تظاهرات او احتجاجات تموز ٢٠٢٢ ، خصوصا يوم ٣٠ تموز شهدنا كيف ان الجموع دخلت المنطقة الخضراء، ولم نر دور يذكر للقوات الأمنية، كالدور الذي قامت به في تظاهرات ٢٠١٩ حيث استخدام الذخيرة الحية وانتشار القناصين، هذه الأمور كانت بعيدة كل البعد عن تظاهرات واحتجاجات ٣٠ تموز ، والأمر كان واضحا عبارة عن مسرحية ،انتشار للقوات الأمنية والتركيز على طوابير سيارات الإسعاف لإرسال صورة الى المتلقي بأن هناك (ضحايا) ، ثم تفتح أبواب الخضراء ، ومن ثم مباركة السيد رئيس مجلس النواب وقبل ذلك مباركة( المبخوت) رئيس الحكومة،
والأمر واضح جدا عبارة عن مسرحية سياسية، طوعت وسخرت الفقراء والمحرومين لتنفيذ أجندة سياسية باسم الشعب وباسم الفقراء.
هذه المسرحية لها اهداف آنية وأهداف مستقبلية
الأهداف الانية تمديد ( صلاحية) الحكومة الحالية واطالة عمرها
وأهدافها المستقبلية استهداف الانسان العراقي الأصيل وجعله هامش ذكرى، وجعل العراق تحت مطرقة أفكار هدامة ومنظومة غريبة عن قيمنا.
وحقيقة الامر ان معظم الأحزاب والكتل السياسية تتحمل المسؤولية كاملة لما وصل إليه العراق من واقع يسر العدو ويحزن الصديق.