الخميس - 28 مارس 2024

النظرة العربية لمظاهرات بغداد طائفية..!

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

من سوء حظ اي بلد عربي يعاني من صراعات داخلية ويدس انفهم العربان بشؤنه الداخلية فيكون مصير ذلك البلد الخراب والدمار والقتل، ولنا بقضية تدخل العربان بقضية الشعب الفلسطيني وفي لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، تاريخ اسود مقرف، ضمائر لدى الأنظمة السياسية العربية وفيالقهم الإعلامية ميتة وفاقدة للانسانية، نظرات عوراء نتنة.
تدخل العربان بشؤن العراق بفترة حكم نظام البعث وصدام الجرذ الهالك واشعلوا لنا حروب غير مبررة مع إيران ومع الكويت، تدخلوا بالعراق في إرسال فيالق من الانتحاريين والمفخخين وفتاوى أصدرها القرضاوي و٥٥ شيخ وهابي سعودي متخصصين في فتاوى الدمار الشامل والقتل والتفخيخ بقتل الشعب العراقي والسوري واللبناني والبحريني واليمني لأسباب مذهبية وقومية، الاعلام البدوي نقل عمليات دخول أنصار السيد مقتدى الصدر في العراق مبنى البرلمان، في القول أن عملية الاقتحام للبرلمان (يبدو كأنه رأس جبل من الثلج لا نرى منه إلا رأسه العائم)، وكل مافي كلام هذا المحلل المرتزق البكاء على عملية إسقاط نظام البعث عام 2003 ، عندما غزت الولايات المتحدة العراق، وأنها عملت دستور لم يأتي لهم بالمَنّ والسلوى، وإنما خنق العراق كما لم يخنقه شيء في تاريخ أرض بابل الطويل، وأوصله في النهاية إلى هذه الحالة المتردية.
اقول إلى هذا السفيه أنتم لاتملكون الشجاعة في انتقاد الوضع العربي أن جميع الدول العربية رسم حدودها الاستعمار ودمج مكونات غير متجانسة بغالبية الدول العربية ولم يعمل لهم الاستعمار دساتير ودعم ومكن عوائل عميلة لعمل حكومات تعمل لصالح الاستعمار في قتل ونهب خيرات العرب وتسليمها لدول الاستعمار بطرق حديثة بظل وجود حكومات عربية شكلها الخارجي حكومات مستقلة وهي لاتملك اي سيادة ولا حرية التصرف بالاموال وإقامة المصانع والاستفادة من الثروات البترولية والمائية وجعل البلدان العربية سوق لتصريف بضائع الشركات والمصانع للدول العربية.
العراق يعاني من صراع قومي مذهبي متى ماتم إيجاد حلول إلى هذا الصراع عندها يمكن الحديث عن وجود حياة ديمقراطية يحكمها الدستور.
العرب بسبب مواقفهم الطائفية والشوفينية يعتقدون أن عراق ماقبل 2003 كان العراق عراقاً واحداً، ولم يكن هناك حديث عن أكراد في الشمال، ولا عن سنة عن شيعة، العراق منذ القدم به الشيعة والسنة والاكراد لكن كان الحكم بيد عائلة مالكة سنية تعاونت مع الاحتلال البريطاني والفرنسي وتم تسليمهم العراق، وعندما قاد الزعيم عبدالكريم قاسم ثورته ضد عملاء الاستعمار ثارت عقيرة العربان بسبب كون الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم متشيع حيث وقفت كل قوى الشر من بعثيين وقوميين ضد حكمه وأسقطوه ومكنوا صدام الجرذ لقتل العراقيين وفق الدين والمذهب والقومية.
حصول الشيعة والاكراد على جزء من حقوقهم بعد سقوط نظام البعث يعتبروه وبالطبع العرب جريمة، بلاد الرافدين منذ قدم الزمان تتكون من ثلاثة ولايات، وطيلة حكم بني العباس وبني أمية وبني عثمان الأتراك الحكم بشكل خاص للسنة دون إشراك الشيعة وغيرهم في الحكم وإنما أقيمت دويلات شيعية وكوردية في فترات زمنية وتم قمعهم وابادتهم ، نعم كان عراق ما قبل 2003 يختلف عن عراق ما بعد هذا التاريخ، كان عراق ملك خاص إلى صدام الجرذ واقاربه وحاشيته فقط، تم إعدام ملايين الشيعة والاكراد بدون اسباب مقنعة ٩٩% من الضحايا كان ممكن معاقبتهم في سجن يوم واحد فقط وإطلاق سراحهم لأنهم أبرياء لكن تم تعذيبهم واعدامهم واعمارهم دون سن البلوغ القانوني، حالات الاضطرابات الحالية بالعراق نتيجة طبيعية لعجز الساسة عن إيجاد دستور يضمن مشاركة المكونات الثلاث الرئيسية وبقية المكونات بالعدل دون تهميش واقصاء احد، لكن ما نراه في مشهد اقتحام البرلمان، حالة إيجابية ودليل على وجود حرية بالعراق هل يستطيع المواطن السعودي ان يتظاهر ويحتل مقر حكومي يكون مصيرهم القتل وقطع الرؤوس، امتهاء ولاية الرئيس برهم صالح من شهور زعجز البرلمان العراقي عن الاجتماع لاختيار رئيس جديد خلفاً للرئيس المنتهية ولايته، هذا الأمر ليس جريمة لننظر إلى اسراىيل اعيدت بها الانتخابات خمس مرات متتالية فلماذا مقبول ذلك بالحالة الإسرائيلية ومرفوض بالحالة العراقية، شيء طبيعي يجتمع البرلمان فلا يكتمل نصابه، هذا الأسلوب متبع بكل الأنظمة البرلمانية وليس بدعة خاصة للشعب العراقي، أن ما هو أسوأ بوضعنا العراقي تدخل الأنظمة العربية وفيالقهم الإعلامية بالشأن العراقي، يقول هذا المحلل فلتة زمانه ( لقد فاز التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر بالأغلبية النسبية في الانتخابات، ومع ذلك، فهو غير قادر حتى الآن على التحالف مع أي تيار آخر لتشكيل حكومة جديدة).
وما الضير من ذلك بكل الأحوال توجد مفاوضات ولابد أن يتم الوصول إلى اتفاقات مهما طال الزمان،ويقول هذا السفيه الطائفي الأعمى ( قد تمنيت لو أن أنصار الصدر قد رفعوا راية العراق، وليس راية الإمام الحسين).
ثم يضيف هذا السفيه( ولأن الخلاف بين الصدر وبين الإطار يدور داخل ما يسمى البيت الشيعي، فلقد كان في مقدور الإطار في المقابل أن يرفع راية العراق، عندما أطلق مظاهراته بالتوازي مع اقتحام أنصار الصدر مبنى البرلمان، ولو رفع أنصاره العَلَم العراقي، لكان قد أحرج التيار الصدري سياسياً بما يكفي).
شر البلية مايضحك الأخ المحلل منزعج من رفع رايات الإمام الحسين ع، رغم أن المتظاهرين من التيار الصدري والإطار التنسيقي رفعوا عشرات بل مئات الإعلام العراقية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
5/8/2022