الجمعة - 29 مارس 2024

السفياني و الشيصباني خطان متساويان في المشروع

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


علي الخالدي ||

الروايات الشريفة عندما تتطرق إلى شاخص ما، فإن تطرقها ليس اعتباطياً أو عبثياً حاشى للمعصوم، بل لأهمية المسمى وتأثيره المستقبلي على الواقع الاجتماعي الذي تنشئ فيه، كان جواب الإمام ابي جعفر الصادق “عليه السلام” حينما سأل عن السفياني فقال: (وأنى لكم بالسفياني؟ حتى يخرج قبله الشيصباني، يخرج بأرض كوفان ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم فتوقعوا بعد ذلك السفياني).
ان هذه الأسماء التي ترد في الروايات كثيراً هي ليس أسماء أو صفات للأنس والتسلية ؟ بل مشاريع تدمير للواقع الاجتماعي الذي تدور فيه،تنهض بالضد من عاداته الدينية وقيمه الأخلاقية وحتى مبانيه السياسية،وهذه الشخصيات خطورتها تكمن في أن بعضها قد تكون لها حكومات في بلدان إسلامية “السفياني مثلاً “، وبعضها تكون لها حكومات محلية يفرضها واقعها الاجتماعي الذي ولدت من رحمه ، بمساعدة ورعاية قوى الاستكبار العالمي .
نتقدم بشرح مختصر وشديد وبلا تكلف لهاتان الشخصيتان لخطورتهما على مجتمعاتنا ،نستعين بالرواية التي وردت في مقدمة بحثنا ، مع ان هناك عشرات من الروايات التي في نفس الشاهد وردت بطرق واسانيد متعددة ، لكن نعتقد ان هذه الرواية ربما الوحيدة الصحيحة والمسندة في ذكر الشيصباني، ونعتقد ان فيها مفاتيح لخفايا وأسرار هذه الشخصية، وهي كافية في تعريفة.
السفياني الملعون لا يكاد مسلماً وربما حتى من غير المسلمين لا يعرف مشروعه، فهو اخر مشروع صهيوني أمريكي في المنطقة يقوم في سوريا، يسقط انظمتها السياسية المتسالم عليها ليقيم نظاماً جديداً على سياق خاص به .
من الأسماء التي تسبق الظهور الشريف الشيصباني، و ورد كما في المقدمة إعلاه أنه (الشيصباني ) يسبق خروجه السفياني، السؤال أين موقع الشيصباني الجغرافي وما أهميته، الذي اقترن خروجه بمشروع خروج السفياني في سوريا، وكأنه لا سفياني بلا شيصباني ؟ فهل هناك ربط بينهما؟
المكان : كما بينت الرواية ( يخرج بأرض كوفان ) فحددت المكان الكوفة وهي من نواحي محافظة النجف الاشرف و كوفان من الأسماء التاريخية للكوفة [الكوفة هو بناء ذو شكل مستدير من القصب والبردي ومجموع هذه البنايات المستديرة كوفان ، و الكوفة نشأت قبل النجف، لذلك يسمى النجف ظهر الكوفة ومحيط الكوفة ]، و اسهبت الرواية في وصف الشيصباني (ينبع كما ينبع الماء ) اي ان ظهوره يكون متلألأ جميلاً وناعماً ولطيفاً ، وضعيفاً وغير مهماً كما في نبع الماء، لكن نبع الماء ان ترك واهمل بلا إحصار وإحاطة مبكرة يكون لمه صعباً وخطرا يُغرق بيئته التي تحيط به ، من سياق الرواية نفهم ان خروج الشيصباني في محيط شيعي من واقع الحاضرة التي يقيم فيها “الكوفة” وهي حاضرة شيعية بحتة ، بخروجه الجذاب والبراق يفتتن الناس ويسقط باحتياله وينخدع برداءه من لا يملك بصيرة الورع والتقوى .
الزمان : خطورة الشيصباني تكمن في نهاية الرواية (يقتل وفدكم )، بما ان الشيصباني ينشى في بيئة شيعية فإن ضرره سيكون كبيراً وبالغاً فيهم، فهو (يقتل وفدكم )،وهذا اهم حدث في تأريخ الشيصباني وسيكون مدويا في اوساط المجتمع ويمكن التعرف علىيه من خلال هذا الحدث المفجع للشيعة والمؤلم لهم ، من الرواية يبدو أنه لا يتورع بسفك الدماء ولا يبالي بجنسه ، والوفد : هم علية القوم ووجهائها، لهم أهمية في المجتمع، يُرسٓلون من جهة شيعية إلى جهة أخرى تبدو غير معلومة ربما للشيصباني نفسه او لغيره، بأمر ما وقد يكون هذه الأمر مهماً جداً، بحيث قتلهم يدخل المجتمع الشيعي وربما العراق أجمع في دوامة الفتنة والضعف وقد يصل الحال للاقتتال ، وهذا الحدث قد يكون قريباً من خروج السفياني أو قبل دخوله العراق ليكون له عوناً وممهدا له بالسيطرة على بغداد.
إذن مشروع الشيصباني هو إخر مشروع تدميري ينوب عن الصهيونية ودول الإحتلال في العراق ، بعد فشل جميع مشاريعهم التدمرية الاستعمارية والعسكرية بالمجتمع الشيعي، التي بعثرها مكر الله ، وهذا المشروع (الشيصباني ) الضخم في العراق يوازي مشروع (السفياني ) في سوريا ولا يقل أهمية عنه، فهما خطان متساويان يستهدفان القواعد الممهدة ، أحدهما يكمل الآخر، وبهلاك هذه الأسماء على أيدي الموطئون للمهدي (الخراساني واليماني ) هو خروج قائم ال محمد “صلوات الله وسلامه عليهم “.