السيد جواد الشهرستاني كما عرفته

محمد صادق الهاشمي ||
منذ اكثر من 30 عاما اعرف هذا الرجل معرفة شخصية، ومن خلال الاخرين.
نعم عرفته سخيا ،وقد روى الكثير عنه الكثير،وصدق من اسماه السيد ((جواد)) فانه جواد بكل ماتعني الكلمة من معنى .
عرفته لا يقاطع احدا ولا يتحيز الى جهة بل متواصل مع الجميع وحقا انه خيمة ابوية ،وقد كان هكذا قبل ان يتصدى لادارة مرجعية السيد السيستاني دام ظله الوارف في ايران .
السيد جواد في مكتبه تجد ممثلي المرجعيات بلا استثناء وممثلي الاحزاب كلها والوجهاء والعلماء والشباب والشيوخ والكتاب والمثقفين والروساء والملوك والاغنياء واليسار واليمين والوسط. والمرضى والمبدعين والاكاديميين والشعراء كلهم يجدون فيه نخوة الاسلام وكرم النفس .
عرفته حاضرا في الميدان ومدركا للتحولات التي تحيط بالشيعة والتطورات على الساحة في المجتمعات الاسلامية والمحيط الاقليمي والدولي.
بسفراته وزياراته الى مختلف البلدان والدول وتواصله الذي لاينقطع وجده وجهده منح التشيع والحوزات والمرجعيات مساحات كبيرة لانه رجل الميادين وليس رجل المكاتب والسراديب.
عرفته عميق الفهم عالي الهمة يجسر بين الاطراف ويجهد نفسه لتعميق الاخوة وتوحيد الصف بين النجف وقم وسعى الى الغاء الفواصل بين المدارس والمناهج والاذواق والتوجهات وتمكين الامة لانه رجل الوعي والحرص وليس رجل الاراجيف والتردد.
عرفته يذيب جسده المنهك ( في اليوم الواحد يتناول الانسولين مع عشرة انواع من العلاج ) لاجل التشيع لكنه مبتسما امام ضيفه مرحبا ومدركا انه يمثل المرجعية العليا .
لطالما اشتد خصام القوم ولكنهم لم يثقوا بطرف يجمعهم ومنصف يقربهم غيره .
عرفته لايرد احدا مهما عنه ابتعد وتسيل المكارم بين يديه للقاصي والداني والمادح والقادج .
عرفته حريصا على اموال المسلمين .
وعرفته لم يخذل العراقيين ولاغيرهم في المهجر.
عرفته لايحتاج الى بواب ولا حاجب ولايقرب اليه فئة دون اخرى بل كل المومنين فئته وناسه، وهمه ايصال يده البيضاء الى الاخرين .
السيد جواد الجواد شجاعا لايتردد في اعلان موقف ولايتعجل في قرار بل يحسب لكلامه الف حساب .
هذا النموذج الحوزوي تحتاجه الامة ان يكون قدوة لان الامة والجمهور الشيعي يحتاج هكذا دعاة ومبلغين يتواصلون مع الامة .
لم ولن امتدح طيلة عمري احدا ولم اكن هنا مادحا له بقدر ما ذكرت ماوجدت عليه الرجل وربما لم اذكر امورا كثيرة من مكارمه فهو بحق رجل ترى فيه الحوزة والمذهب.
سمعت عن احد ابرز القادة قائلا(( ياليت لدينا عشرة منه )).
ثقوا اني لم استلم من هذا الرجل يوما مالا لي او للعمل لكنها شهادة امام الله والتاريخ .
ـــــــــــ