الأحد - 15 سبتمبر 2024

بن سعيد لم يتعلم من السيسي..!

منذ سنتين
الأحد - 15 سبتمبر 2024


سامي جواد كاظم ||

هنالك راي وهنالك واقع مهما يكون راينا سلبي او ايجابي بالحدث او الشخص او المنظمة هو موجود على ارض الواقع .
اخوان المسلمين منظمة ارهابية هذا باعتراف كل من عاصرها وجاءت بتمويل سعودي ضد جمال عبد الناصر والتمويل السعودي وجه اخر للتمويل الصهيوني ، ولكن هل يعني ان جمال عبد الناصر رجل مرغوب فيه ؟ مهما يكن الراي فله اثر على الواقع العربي .
حسن البنا يعود انتماؤه الى الماسونية وقد الفت كتب وبالوثائق تثبت ذلك ولعل من بين الادلة العقلية ان اسمه حسن احمد عبد الرحمن محمد الساعاتي ولكنه لقب بالبناء ، ولو عدنا لاصول الماسونية فانهم يسمونهم البناءون اي من ينتمي لهم هو بناء وهذا اللقب منح لحسن الساعاتي مؤسس الاخوان لانه منهم .
هنالك دول حكوماتهم تؤيدهم وهنالك دول اغلب شعوبهم منهم ، ومهما يكن راينا بهذه الجماعة الارهابية فانها تحظى باغلبية في مصر وتونس ولو قدر للاردن ان تجرى فيها انتخابات حرة ونزيهة سيفوز بها الاخوان .
في مصر دليل اكثريتهم بفوز الرئيس محمد مرسي والانقلاب عليه من قبل وزير دفاعه السيسي بدعم خارجي ـ لست مدافعا عن مرسي ولكن هذا هو الواقع ـ ولان السيسي يعلم بانه لا محل له من الاعراب في الوسط السياسي ، وقد ايد انقلابه العلمانيون ومن لا يرغب للخط الاسلامي بالرغم من ان الاخوان لا يمثلون الخط الاسلامي الا ان اسمهم وقياداتهم تبرقعوا بالاسلام .
ولهذا في انتخابات 2018 المصرية مسرحية هزيلة وسخيفة قام السيسي بتصفية كل من ترشح للرئاسة باتهامات ملفقة مع الحبس والابعاد والتهديد ومنهم سامي عنان: رئيس الأركان الأسبق للجيش المصري (2005 ـ 2012)، أحمد شفيق: عسكري مصري جاء من الامارات للترشيح ثم انسحب، أحمد قنصوة: عقيد في الجيش المصري سجن ست سنوات مع الشغل والنفاذ بتهمة ملفقة، محمد أنور عصمت السادات: هو ابن شقيق الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، يترأس حزب الإصلاح والتنمية، خالد علي: محام وحقوقي ، انساحبهم تم بين التهديد والحبس وبقي السيسي وحده في الساحة الذي لا يتمتع بكاريزما كما يتمتع بها ناصر والسادات ومبارك حتى انه لا يحسن الخطابة اصلا ، اسماعيل ياسين افضل منه يتحدث .
في تونس عندما انقلب قيس بن سعيد على البرلمان وحله لانه بيد الاخوان هتف له بعض طبقات المجتمع التونسي لان الاخوان حزب غير مرغوب فيه ، ولكن على ارض الواقع لهم تاثير في تونس بدليل الانتخابات البرلمانية اي الشعبية الهزيلة التي جرت مؤخرا وبنسبة مشاركة 9% من الشعب التونسي دليل على عدم تاييد ابن سعيد .
هذا هو الواقع في تونس ومصر فان الاغلبية للاخوان وقد دعمتهم حكومات لا تسمح للاخوان في بلدانهم منهم قطر وتركيا ، لانهم يريدون استخدامهم للعبث بامن الشعوب .
الامر المهم جدا ان قراءة الاخوان للخطاب الاسلامي قراءة احادية وانها اداة بيد الماسونية في المطالبة باحكام اسلامية لها اسلوبها في الالتزام بها وليس بقطع الرؤوس وتفخيخ الاجساد وتكفير الاخر والغاء المعارض ، فالاسلام له خطاب عقلي علمي تعبدي لا يفرض على الاخرين منذ ان اعلن النبي محمد (ص) في اية اكمال الدين في حجة الوداع” اليوم اكملت لكم دينكم” ، اي اكمال كل ما يحتاجه البشر من اسس تشريعية تخدمه على مر العصور في تشريع الاحكام وليس ارغام الناس على الالتزام بما كانت عليه الحياة قبل الف واربعمائة سنة


ــــــــــــــــــــ