وفاء الشيخ الخزعلي ومكارم اخلاقه
رعد الدراجي ||
اقترنت السياسة في العراق بعدة ظواهر سلبية واخلاق متدنية وسلوكيات هابطة واراء متطرفة ؛ بالإضافة الى الخيانة والعمالة للأجنبي … الخ ؛ منذ تأسيس الدولة العراقية المعاصرة والى يومنا الراهن , لذلك نرى السياسيين يستخدمون اسلحة الافتراء والتسقيط والتدليس ضد خصومهم , بل وتسليط ثُلّة من قليلي الأدب والمروءة لنهش أعراض خصومهم وكشف خصوصياتهم واسرار عوائلهم ؛ ولا يعلم هؤلاء الساسة أن هذه الأسلحة التي يستخدمونها لإزاحة خصومهم واسكات أفواه ناقديهم، سيكونون هم أبرز ضحاياها إذا ما وجدوا خصوما من شاكلتهم نفسها، لا يحتكمون لدين أو خُلُق نبيل أو مروءة ..!!
حتى في شعاراتهم وتوجهاتهم الفكرية والعقدية والسياسية هم كاذبون ؛ لذلك قال الباحث السياسي روبرت فان نيكرك – ناقدا بعض الانظمة – : ((إن أيديولوجيا هذه الأنظمة “أيديولوجيا مزيفة”، تفصِّلها الأنظمة على مقاسها وفق احتياجاتها اللحظية )) ؛ وهذا التحليل يفسر لنا حقيقة ارتداد الساسة عن مواقفهم على المستويين المحلي والدولي ، فاشتراكيو الأمس المتحمسون هم ليبراليو اليوم المتفانون، وأتباع السوفيت بالأمس هم حلفاء أميركا اليوم، وأعداء إسرائيل قبل عقدين هم المتفاوضون مع زعمائها هذا العام … وهكذا دواليك .
وبناء على ما تقدم لم يسمح الساسة العملاء طوال عقود من الزمن بدخول العراقيين الاصلاء والغيارى الشرفاء الى معترك العملية السياسية في العراق ؛ ولا لأي كان أن يدلي بدلوه فيها … ؛ ولكن للظروف احكام , ولله مقادير , وقد تجري الرياح بما لا تشتهي سفن العملاء والخونة والفاسدين ؛ فقد دخل في العملية السياسية الجديدة قلة من ابناء الجنوب العراقي الاصيل , على الرغم من العراقيل والموانع واعتراضات الخونة والعنصريين والطائفيين والفاسدين ؛ ولعل من اهم اسباب اعتراض هؤلاء الساسة ؛ مبدئية الجنوبي الاصيل والتزامه بالعهود والمواثيق الاخلاقية والوطنية , وعدم تفريقه بين السياسة والاخلاق والوطنية ؛ وهذا الفكر النظري والسلوك العملي أخذه العراقي الجنوبي من مولاه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ؛ وبسبب التزامهم بهذا المنهج العلوي اعتزل الكثير منهم عالم السياسة بينما استشهد البعض في سبيل مبادئه الحقة ؛ ولا زال البعض الاخر منهم يكافح من اجل القيم الانسانية والمبادئ الاسلامية ومصالح الشعب العراقي ؛ ومن هؤلاء الشرفاء الشيخ قيس الخزعلي الذي لم تشغله السياسة عن التزاماته الاسلامية والاخلاقية وتعهداته الوطنية ؛ التزاما منه بقول رسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم : (( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق )) ؛ وبما ان الوفاء من ابرز مكارم الاخلاق , التزمه الشيخ الخزعلى منهاجا في حياته الخاصة والعامة فلم يزل وفيا مخلصا لأصحابه واهله وناسه وبني قومه وابناء شعبه وكذلك لمبادئه وقيمه والشهداء الذين سقطوا من اجل تلك المبادئ .
إن الوفاء من الأخلاق الطيبة، والآداب الحميدة، ويعتبر صفة من صفات القلوب الصافية والشريفة، ولاسيما الوفاء للمعلم ؛ فقد جاء في الحديث المنسوب لأمير المؤمنين الامام علي عليه السلام : ((من علمني حرفاً، فقد صيرني عبداً )) ؛ اذ لم يكتف الشيخ قيس الخزعلي بتهنئة المعلم العراقي بمناسبة عيده السنوي في الاول من آذار من كل عام ؛ فقد دعا لتعزيز السياسة التربوية و دعم القوانين و التشريعات التي تحمي حقوقه ؛ وتصديقا لما قاله , وتثبيتا لما دعا اليه ؛ زار الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، منازل مجموعة من معلميه وفاءً لهم وتكريماً لذكرى عيد المعلم , وقد التقى خلالها بمعلمه الأستاذ عبد الكريم الساعدي والأستاذ راهي الموالي ؛ وقدم الشيخ الخزعلي تهانيه وتبريكاته للأسرة التعليمية والتربوية بمناسبة عيد المعلم مؤكداً أن الوفاء للمعلم هو البرّ بحق أهم إنسان يمكنه أن يترك أثراً صالحاً ونافعاً في حياة كل تلميذ لديه ؛ وقدم لهم الهدايا … ؛ من جهتهم أعرب المعلمين الذين زارهم الشيخ الخزعلي عن إمتنانهم وسعادتهم بهذه الإلتفاتة والمبادرة من تلميذهم البار الشيخ قيس الخزعلي والتي تدل على وفاءه وسمو تربيته .
ــــــــــــــــــــ