مسلسل (دفعة لندن) الكويتي يسيء للعراقيين
إياد الإمارة ||
أنا لستُ من عازفي أناشيد التاريخ والحضارة وقصص السومريين والبابليين في الحديث عن عظمة العراق والتغني بمجده .. كما انني لستُ من الراغبين بالحديث بهذه الطريقة عن العراق لأن فيه ما فيه ولكن؟
هذا لا يعني القبول بالدراما الكويتية البائسة التي كتبتها هبة المشاري في مسلسل (دفعة لندن) الرمضاني الذي يصور عراقية طالبة دكتوراه في الطب تدرس في العاصمة البريطانية لندن على أنها خادمة “بالفطرة”!
وأقول: إن من العراقيين:
١. مَن عمل في داخل الكويت بمهن غير مناسبة في بعض الأحيان وهؤلاء لا يمثلون العراقيين إطلاقاً، وإن كان بعض أولادهم الآن نواب برلمان عراقي!
٢. مَن عمل من داخل العراق لخدمة المصالح الكويتية وهؤلاء ايضاً لا يمثلون العراقيين، وهم مَن سمح لأولاد “عمال الكنيف” أن يصبحوا نواباً في البرلمان العراقي.
لستُ من دعاة الفرقة والتمييز والتحامل على الآخرين وأشاطر الأخوة الكويتيين مشاعر الكره لمجرمي البعث الصدامي الذين أجرموا بحق الشعب الكويتي العزيز، لكني لا أقبل أن يُصور العراقي بهذه الطريقة، الكويتيون يعرفون قبل غيرهم إن في العراق مَن لا يدانى شرفاً ورفعة وعزة وكرامة وزعامة وهؤلاء ليسوا قلة وإن لم يظهروا على سطح التغيير بعد العام (٢٠٠٣) وظهر مَن ظهر على هذا السطح البائس، وبعض مَن ظهر من أولاد “عمال الكنيف”..
مشكلتنا في العراق كبيرة جداً بدأت منذ العام (١٩٥٨) يوم لم تكن الكويت بهذا الحجم من الثراء والتأثير، يوم كانت كل أماني الكويتي الحبيب أن يزور البصرة ويغرف من شط العرب غرفة ماء أو ينظر إلى مصدر الماء الذي تحمله الجمال و “تنوخ” به في سوق المناخ الحالي وسط الكويت فتبتشر به كل كويتية..
مشكلتنا في العراق في أنظمة حكمه التي تعاقبت عليه منذ الأشرم الملعون عام (١٩٥٨) وإلى يومنا هذا وهي لا تقدر العراقيين كما ينبغي كما لا تقدر كل الأشياء كما ينبغي لكن ذلك لا يسمح لأي طرف بأن “يتمادى” بالتعدي علينا.
صحيح يا سيدة هبة أنتِ وشعب الكويت ترين بعض شذاذ الآفاق من العراقيين -وهم مع شديد الأسف ليسوا قلة- من أولاد “عمال الكنيف” الذين كانوا يعملون لخدمتكم في داخل الكويت أو هؤلاء “العملاء” الذين يعملون لخدمتكم من داخل العراق، لكن هؤلاء وهؤلاء ليسوا العراق بثرائه، بكرمه، بمشايخه الأُصلاء، بمثقفيه الحقيقيين، باطبائه، بمهندسيه، بحملة الشهادات الحقيقية غير المزورة وغير المغمسة بالدين الجديد، وهؤلاء هم العراق الذي لا يقبل ولا يسمح بهكذا دراما سيئة تُثير الضغائن بين شعبين شقيقين وجارين.
الواح طينية، شذاذ الآفاق، إياد الإمارة
ــــــــــ