ما فائدة الانتقاد والتشهير !؟.
محمد السعبري ||
اتذكر في عام ١٩٩٢ كنت جديد في قم المقدسة ونهاية العام نفسه.
كنت شاب مندفع بطريقة جنونية وكنت منتقد للجميع في قم وعندما اجلس في الحسينيات او في المكاتب الخاصة والعامة
كنت انظر للقادة بانهم تركوا القضية وانشغلوا ببيوت ومكاتب سياسية وحسينيات باسم الشهيد فلان والشهيد فلان رحمهم الله برحمته الواسعة.
وكنت عندما يمر احدهم ارفع راسي وانضر اليه باستخفاف لكوني حملت السلاح وجاهدت وهربت وفلان بمجرد ذكر اسمه في دوائر الامن هرب !
كنت معجب بنفسي وبالاخص ان مر من امامي فلان او فلان بسيارته وانا واقف على الرصيف في (جهار مردوم )
وفي يوم قال لي احد الاخوان سيد ابو جهاد لما تنضر لهم بهذه النضرات ؟
قلت اريد احسسهم من هم ومن انا.
وبعد اسبوع اتاني احد الاصدقاء وقال فلان الفلاني يريد ان تزوره في بيته فذهبت وكنت فرح باني ساقول ما في داخلي وجهًا لوجه وعندما التقيت به رحب بي واستقبلني استقبال مهذب مودب وقال
خير سيدنا وكانت فرصة ان اتكلم وتكلمت انتم انتم انتم نحن نحن نحن الرجل يصغى لي وبابتسامة جميلة عندما افرغت الشحنة.
ضحك وقال وبعد سيدنا
قلت له قلت ماعندي بصراحة
ضحك وقال وحضرتك سيدنا يوميا تقف ساعات على رصيف (جهار مردوم )وتنفخ ريشك وتنظر لنا بتعالي واستهزاء ولكن اسالك كم تومان في جيبك اكيد مصفر سيدنا.
انصحك ابقى على الرصيف وابقى بنفس الاسلوب وبعد عشرة اعوام ستبقى على نفس وضعك وانا كل عام اغير عجلتي وبيتي وراحتي مستمرة وبزيادة وانت تعاستك تزداد يوم بعد يوم والسبب واضح انك اتيت وانت مشحون لا تملك هدف لمعالجة الواقع المرير ابقى كالطاوس معجب بريشك وبصوتك ولكنك جائع وانا تزداد ثروتي ومكانتي عند الناس وعند الاخوة !
فعلاً انتبهت الى نفسي بعد اشهر واذا انا اطرد من البيت لكوني لا املك ان اسدد اجار البيت وبدات ابيع مقالاتي وسرد امور عن العراق والظلم والانتفاضة ان كانت انتفاضة صفر او الانتفاضة الرجبية او الشعبانية ووووالخ
فيا سادة يا كرام ونحن اليوم جميعنا يتحدث عن الفساد وظاهرة المليارات والملايين المنهوبة والتي تنهب يوميا ونحن لا نملك اي مشروع يستطيع ايقاف الفساد فقط تنفيس في الكروبات والفساد والخيانة والنهب والسلب والقتل مستمر ونحن نتكلم ونكتب وهم يسرقون باريحية وبمهنية.
تحياتي.
ــــــــــــــــــــــ