الموقف سلاح والمصافحة اعتراف”
ماجد الشويلي ||
2023/5/15
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
لابد من الاشارة الى أن عنوان المقال هو اقتباس لمقولة الشهيد الشيخ راغب حرب (رضوان الله عليه) حين امتنع عن مصافحة الجنود الصهاينة.
ويالها من كلمة انطوت على مداليل مشبعة بالعزة والعفة والترفع عن الخسة والذل والهوان.
ففي كل الاعراف ، وعند كل الدول، وفي تقاليد كل الشعوب ، تعد المصافحة تعبير عن التوافق والانسجام والقبول .
ومنها الاعراف الدبلماسية بين الدول. فترى الزعماء عقب كل لقاء او تصريح دبلماسي وغيره يتصافحون أمام الكاميرات ، وتُلتقط لهم الصور التذكارية كتعبير عن حدث مهم اكتنفته الالفة والانسجام والسلام.
ولهذا فاننا لو فتشنا في قواميس الاعراف الدولية جميعا لن نجد من يرشدنا الى أن المصافحة ترمز الى شئ آخر .
وان كان هذا هو معنى المصافحة ، وهذا هو مدلولها حتى في اطار مايعرف ب(برمجيات الحركات العصبية) أو (هندسة المظهر) فما الذي نفهمه من مصافحة رئيس الوزراء السيد محمد السوداني لانور الحمداني .؟!
ومن المعلوم أن الأخير مقدم برنامج ستوديو التاسعة من قناة الفلوجة.
وهو برنامج مشحون بالتحريض الطائفي والتمجيد بنظام البعث المقبور . ولايرشح من الا الفتنة والتهريج والنيل من الرموز السياسية والدينية.
حتى وصل به الحال الى النبيل من مقام المرجعية الدينية العليا ، مستهينا بمشاعر الملايين من المسلمين داخل وخارج العراق .
لذا فإن حضور انور الحمداني الى أربيل في افتتاحية متحف البرزاني أمر غريب للغاية. فهو مجرد مقدم برنامج مع جل الاحترام لمقدمي البرامج ولهذه المهنة الرسالية .
كما أنه لم يرتق الى مستوى (جورج قرداحي)حتى نقول أنه اعلامي على مستوى الاقليمي وله مواقف مشرفة .
ثم انه مطلوب للقضاء فقد أعلن مجلس القضاء الأعلى في عام 2017 وجود 6 احكام غيابية بالحبس بحق “المدان الهارب أنور دلف صالح الحمداني”، مشيراً إلى صدور مذكرة قبض بحقه عن قضية اخرى ما زالت قيد التحقيق.
وقال المتحدث الرسمي القاضي في ذلك الوقت “عبد الستار بيرقدار”، إن “محكمة جنح النشر والإعلام اصدرت خلال المدة الماضية ستة احكام غيابية بحق المدان الهارب أنور دلف صالح الحمداني”.وتابع بيرقدار أن “جميع هذه الاحكام صدرت بعد ادانته عن جرائم تخص النشر والاعلام”، مشيراً إلى أن “اربعة من الاحكام جاءت لكل واحد بالحبس لمدة سنة، فيما صدر حكمان اخران كل واحد منهما بالحبس لمدة سنتين”.
ونحن هنا نتسائل وهناك الكثير الكثير مما تنتابه الحيرة ويشاطرنا الاستغراب
من هذا التصرف ؛ فاما أن يكون السيد السوداني معبراً عن سياسة الاطار التنسيقي أولا.
فان كان معبرا عنها فان على الاطار التنسيقي أن يقدم لجماهيره قبل غيرهم تفسيراً لهذا التصرف . وان لم يكن معبراً عن سياسة الاطار فعلى الاطار ان يوضح ذلك .
ولايقولن أحد أنه مجرد تصرف شخصي من رئيس الحكومة، فالتصرف الشخصي يعبر عن عقلية ونمطية السلوك السياسي الذي لم نعد نعلم هل ان هذه المصافحة هي تعبير عن تقبل كل من هو على شاكلة انور الحمداني أم لا .
ثم من يدري لعل رئيس الوزراء اذا التقى حلا بنت الطاغية المقبور في احدى المحافل الاردنية فقد يبادلها التحية ويصافحها كما فعل مع الحمداني
اذ لا الفرق بينهما؟
ــــــــــــــــــــــ