الجمعة - 29 مارس 2024

الدعوة الى اخراج المحتل…مواقف ومراجعات

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024

الشيخ ضياء البصري

رغم تزايد المواقف المؤيدة لقرار البرلمان العراقي المنبثق عن ارادة الشعب في اخراج القوات الاجنبية من العراق لاتزال ثمة اختلالات عميقة في بنية الموقف الوطني العام للطبقة السياسية خصوصا فيما يرتبط بالأفرقاء من مكونات الوطن (السنة والكرد) وعلى وجه الخصوص موقف سياسيي الكرد حيث ان التماهي الكردي مع الارادة الامريكية بات صارخا ومفضوحا في تحدي سافر لارادة الشعب ومصلحة الوطن العليا.
لم يكن موقف رئيس الجمهورية الكردي مجرد مخالفة لسياقات الدبلوماسية في ظرف العداء والخصومة فقط بل هو ارتهان كامل للقرار الامريكي وعمالة مفضوحة للعدو الامريكي وفي لغة السيادة الوطنية هي خيانة عظمى عند باقي البلدان الا في العراق على مايبدو انه بروتوكول طبيعي لايحرك مشاعر القوى السياسية .. في المشهد التونسي نجد ان البرلمان التونسي وقواه السياسية قامت قائمتها لمجرد لقاء راشد الغنوشي مع اردوغان وهو لقاء لم يرشح منه ثمة خيانة وليس لتركيا قوات في تونس او نية احتلال ولم يكن اللقاء فيه مخالفة لادنى سياقات الدبلوماسية ولكن مجرد الحس الوطني لقوى البرلمان ادى الى ان تثور ثائرتهم على هذه المخالفة البسيطة اما في العراق فان سوق النخاسة مفتوح على مصراعيه وليس للسيادة ادنى اعتبار ومن اين يأتي الاعتبار وفخامة الرئيس الانفصالي لايعتبر العراق وطنا ابديا للاكراد ويستغل منصبه لتحقيق مصالح الانفصال الكردي في متاجرة فاضحة مع الاخرق ترامب..
نحن اليوم بحاجة الى مراجعات سياسية عميقة تبدأ بالرفض الشعبي ليس لوجود الاحتلال الامريكي فحسب بل لوجود عملاءه فهولاء هم من يرسم خارطة طريقه نحو تمزيق الوطن وتقسيمه الى اقاليم ودويلات وما مؤامرة الجوكر وعصاباته الا صفحة من صفحات العمالة السياسية الكردية الرامية الى تمزيق البلد وكسر ارادته الوطنية من اجل تحقيق اغراض المحتل الامريكي اذن نحن امام استحقاق خطير وعظيم وبحاجة الى تضحيات كبيرة علينا ان نلقي بالمصالح الحزبية والفئوية جانبا ونقدم مصلحة الدين والوطن علينا ان نفتش مع الافرقاء عن الرموز الوطنية المخلصة والتي تضع مصلحة الوطن ووحدة اراضيه نصب عينيها والتي لاتزايد على هذا المبدأ بمزايدات طائفية او قومية او مصالح ضيقة .
ــــــــــــــــــــ