الطاقة والكأس..!
خالد غانم ألطائي ||
بينما كنا انا واحد الاخوة في حوارية عن الآية الكريمة،(ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به…)سورة البقرة الآية ٢٨٦ وقد فهمها فهما ظاهريا فقد كان في تصوره انه من الممكن أن يكلف الله -سبحانه-عباده فوق قابلياتهم وقدراتهم وكان بيننا آناء فيه ماء وبجانبه قدح(فارغ)فأخذت الاناء وصببت منه في القدح شيئا فشيئا حتى امتلأ وفاض ولم اتوقف عن ملئه فأعترض علي قائلا:لقد امتلأ ؟!
فلماذا لا تتوقف عن صب الماء فيه؟ فأجبته:اريد ان املأه فوق سعته..هل ترى ذلك فعلا عبثيا يخلو من الحكمة؟.فأجابني:نعم.فتوقفت عن صب الماء في الكأس والتفت اليه قائلا :ارى انك لم ترض بفعلي هذا
.فالقدح له سعة وقابلية وقدرة احتواء محدودة وملئوه فوق سعته ليس في محله فكيف اذن تجوز،(بتشديد الواو) ان يكلف الله عباده فوق امكاناتهم وقابلياتهم والله هو العليم الحكيم العدل اللطيف اعتمادا منك على الفهم الظاهري الآية المباركة؟!.
فرد علي:فعلا ان ذلك لم يكن صحيحا ولا في محله..لقد اقتنعت ولكن ما المراد من الآية الشريفة(ربنا ولاتحملنا…)اذن؟
فقلت له:ان المعنى بحسب بعض التفاسير:(ياربنا وفقنا لئلا نعمل اعمالا تقتضي منا الكفارات والقضاء بما لا يتسع له وقتنا ولا تقدر عليه أجسامنا فيكون عقابا وكفارة بسبب ما جنته ايدينا فمثلا لو ان أحدنا افطر يوما على حرام متعمدا في شهر رمضان فعليه قضاء شهرين متتابعين وكفارة إطعام ستين مسكينا ثم فعل ذلك الحرام في اليوم الثاني والثالث والرابع وهكذا..
.فيكون عليه شهرا كاملا عن كل يوم يصوم عنه شهرين ويكفر(بتشديد الفاء)عنه بإطعام ستين وهكذا..لو فعل مثله في في شهر رمضان القادم فتتراكم عليه بحيث لو حسبنا عمره لما عاد يكفي لقضائها فهذا أمر فوق طاقته لكنه من حمل(بتشديد الميم)نفسه فوق طاقتها وليس الله -تعالى -فحاش لله سبحانه أن يحمل(بتشديد الميم)الانسان فوق طاقته وهو القائل في صدر الآية الشريفة(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها..)سورة البقرة الآية ٢٨٦
الواح طينية، الآية الشريفة، خالد غانم ألطائي
ـــــــــــــــ