هيهات منا الذلة..
قاسم الغراوي ||
كيف يمكن أن نحقق التمسك بسلوكيَّات عاشوراء كمقدمات لنحصل على مخرجات تتناسب وثورة الحسين صاحب الذكرى بطلا وخالداً حينما جسد معنى التضحية وهو صاحب المقولة المشهورة (هيهات منا الذلة).
إِن عظمة الحُسين الشهيد السبط (ع) في أَنهُ كان يهتم بتحقيقِ هدف حماية الدِّين من التَّزييف والتَّضليل والأَمَّة من الإِنحراف والمُجتمع من الظُّلم ومن مُصادرةِ حريَّتهِ وسحق حقوقه أَكثر من إِهتمامهِ بحمايةِ حياتهِ، وأَن عظمة شهداء كربلاء في أَنهم كانُوا مهتمين للوصول إِلى أَهدافهم أَكثر من إِهتمامهِم وانشغالهم بالمحافظة على أَرواحهِم.
لذلكَ أَصبحت كربلاء وعاشوراء مدرسة تُعلم الأَحرار أُسس القيادة السليمة والتي تشخص الإِستعدادِ للتَّضحيةِ كأَوَّل هذه الأُسس لتثبيت المباديء والقيم التى تسعى لتحرير الإنسان لذا يجب أَن نلمس أَثر عاشوراء اولا في تجسيد هذه القيم والمباديء التي آمن بها وسعى الى تحقيقها الامام الحسين في رفضه الظلم والفجور والفساد والاستئثار بالسلطة والاستيلاء وتبذير اموال الشعب وبذخها في الترف والفجور دون رادع.
يجب أن نسعى لتحقيق مقولة الحسين الثائر(هيهات منا الذلة) عملياً لانظرياً ونرفض الخضوع وسلب الحقوق، والفقر والظلم والفساد وعدم التوزيع العادل لثروات الشعب وسرقة الأموال من قبل الاحزاب الحاكمة وتبذيرها للملذات والقمار وتهريبها.
أن صدى الصوت الذي يرتد في مسامعنا منذ مئات السنين من ثورة الحسين في عاشوراء لابد أن يوقظ فينا صحوة بعمق التاريخ وبنتائج تلك الثورة التي أبت ان تخضع لتهديدات السلطة وبطشها وجبروتها.
في الوقت الذي يقدم المؤمنين من أبناء العراق الابطال الذين لبوا نداء الوطن وقدموا التضحيات ، مستحضرين دروس الثورة الحسينية ، ينشر الفاسدين غسيلهم القذر بكل قباحة على جراحات المواطن الذي قدم الكثير من التضحيات والصبر من غياب فرص العمل وحرمان أصحاب الشهادات العليا من الوظائف وسوء الخدمات وفقدان العدالة والفساد وانتشار الرذيلة.
حري بشعبنا في عاشوراء ان ينهض ويتقدم خطوة جريئة يجسد فيها معالم الرفض لواقعه المخزي والبائس الذي يتحكم فيه الفاسدون بعد أن يؤمن بأن شعار (هيهات منا الذلة) يجب أن يكون تطبيق عملي على ارض الواقع ، كما جسدها الحسين (ع) لا شعارات ، والا فلتصمت الحناجر.
ـــــــــ