🔸 *رسالة حسينية*🔸

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
أخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات، إن الإمام الحسين (ع) كان بإمكانه أن يعيش في أرغد أنواع الحياة من خلال ما يكنّه له الناس من محبة واحترام، وكان بإمكانه أن يجامل الظالم، ليهبه الظالم كل ما يريد من ملذات الحياة ورغدها، ولكن الإمام الحسين (ع) كان إمام الإسلام، وكان إنسان الرسالة وكان قائد التغيير، ولذلك نجده حمل في عقله عقل جده رسول الله (ص)، وحمل في قلبه قلب أبيه علي (ع)، وحمل في روحانيته روحانية والدته فاطمة الزهراء (ع)، لقد عاش الحسين هموم الأمة وعاش هم الإسلام، فليكن كل واحد منكم حسيناً ولو بنسبة الواحد إلى الألف، خذوا من الحسين (ع) الإيمان لإيمانكم، وخذوا منه الصلابة في مواقفكم، والإنفتاح على الأمة في واقعكم، والعزة والكرامة في كل التحديات التي تواجهكم، ولا يكن كل واحد منكم إنساناً يفكر بنفسه، بل عليكم أن تفكروا بالمسلمين كلهم، وهذا ما أراده رسول الله (ص) عندما ربط ما بين الإسلام في عمقه وامتداده، وبين اهتمام الإنسان المسلم بأمور المسلمين في قوله (ص): «من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم»،
– وقوله (ص): «من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم».
لذلك ليكن لديكم الوعي السياسي الإسلامي الذي ينفتح على كل قضايا المسلمين في العالم، وليكن لكم الوعي الثقافي والاجتماعي الذي يلاحق كل انحرافات الواقع الإسلامي، ولنتحمل مسؤوليتنا في كل ما نملكه من طاقات على أساس «كلكم راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيته»، أننا نحيي كل أخواننا وأخواتنا اذ كان عندهم انطلاقة وعي وانطلاقة انفتاح وهناك روحاً اسلاميةً رائعةً، تتحرك في مشاعر الشباب وفي عقولهم وفكرهم في سبيل نصرة الاسلام و المذهب ويجب ان نحافظ على انطلاقات الوعي و الثقافة اذا كانت عقلانيةً موضوعيةً تعرف ما تريد وتسعى لتقدم و التطور بما ينسجم مع الاسلام ، وتؤكد على أساس الوحدة التي ربما تحمل في داخلها التنوع: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا﴾[آل عمران/103] ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾[النساء؛59] ولا بد أن نتنازع ونختلف في كثير من القضايا، ولكن إن تنازعنا في شيءٍ علينا أن نرده إلى الله ورسوله، لنكون في امان و مأمن بقولنا و افعالنا …
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه