الأحد - 03 ديسمبر 2023

🔸 *ماذا تتعلم المرأة من عاشور*🔸

منذ 4 أشهر
الأحد - 03 ديسمبر 2023

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
إن المرأة هي إنسان كما أن الرجل إنسان وقد كانت عاشوراء هي عاشوراء المرأة وعاشورءا الرجل، وكان الحسين (ع) وكانت إلى جانبه زينب (ع)، وكان علي (ع) وكانت إلى جانبه سيدتنا فاطمة الزهراء (ع)، وكان النبي (ص) وكانت إلى جانبه سيدتنا خديجة (ع)، إن الحركة الإسلامية كانت المرأة فيها جنباً إلى جنب مع الرجل، وأننا نعرف أنه في عهد الدعوة الأولى كانت النساء يقمن بالدعوة كما كان الرجال يقومون بالدعوة، حتى أن سمية استشهدت في سبيل الإسلام، لتأكيد الثبات على الإسلام والتوحيد، إلى جانب زوجها ياسر الذي استشهد أيضاً في سبيل الثبات على الإسلام. وقد كان النبي (ص) يخرج النساء كما يخرج الرجال إلى الحرب، لتقوم النساء بسقي العطشى ومداواة الجرحى.
اننا نرى أن للمرأة دوراً في عاشوراء في امتدادها الزمني تماماً كدورها في عاشوراء عند انطلاقتها، فها نحن نجد السيدة زينب (ع) المرأة القائدة التي انطلقت بكل صلابة وقوة وشموخ وبكل عنفوان وصبر ومواساة للإمام الحسين (ع) في شهادته، وبكل رعاية للأسرى والسبايا من بعده، وبكل حماية للإمام زين العابدين (ع)، والتي وقفت أمام ابن زياد بكل العنفوان الإيماني الإسلامي العلوي لتخاطبه بكل قوة، وهكذا عندما وقفت في جموع أهل الكوفة لتخاطبهم بكل قسوة على خذلانهم أو على مواجهتهم للحسين (ع)، وبلغت قمة الموقف عندما وقفت أمام الطاغية يزيد وقالت له «فكد كيدك وناصب جهدك»، وهكذا نجد أن زينب (ع) لا تمثل حالة استثنائية بل أنها تمثل القاعدة في حركة المرأة عندما يفرض الإسلام على المرأة أن تواجه الظلم بحسب الظروف المحيطة بها، وبحسب امكاناتها، لذلك نحن نريد للمرأة العاشورائية أن تعيش الوعي ونريد للنساء اللاتي يقمن بقراءة السيرة وبرعاية المجالس الحسينية أن يكنَّ نساءً مثقفات تقيات ينشرن الوعي في النساء، ويرتفعن إلى مستوى عاشوراء في كل ما يفرضه تطور الحياة من الأساليب التي يمكن أن تصنع لنا عاشوراء جديدة، تصنع حركة إسلامية جديدة، تنطلق من القضايا الإسلامية لتعيش الأجيال إسلاماً منفتحاً على الحياة.
إن للمرأة في عاشوراء الحاضر وعاشوراء المستقبل دوراً يتكامل مع دور الرجل، لأن الله عندما تحدث عن المؤمنين والمؤمنات في حركة المسؤولية قال ﴿والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾ وإذا عرفنا أن المعروف يتسع لكل قضايا الحياة التي يرضاها الله ويريد للإنسان أن يأخذ بها وإن المنكر يتسع لكل قضايا الحياة التي لا يرضاها الله ولا يريد للناس أن يأخذوا بها، عند ذلك نعرف أن على المؤمنين والمؤمنات أن يتكاملوا وكلٌ في دوره كلٌ في طاقته لأداء هذه الفريضة الألهية العظيمة، وإذا كان البعض يسجل بعض التحفظات عن الجانب الأخلاقي في حركة المرأة، فإن الله يجعل الأخلاق فرضاً على الرجل والمرأة في كل مجال من المجالات الفردية والاجتماعية والسياسية، ونحن عندما نؤكد على حركية المرأة في المسألة الإسلامية الإنسانية إنما ندعو إلى الحركية التي تنسجم مع الخط الأخلاقي الإسلامي الذي وضعه المنهج الإسلامي للمرأة كما وضع المنهج الإسلامي الأخلاقي للرجل؟
اذن كما ندعو الرجال ان يكونوا حسينيين كذلك ندعو النساء ان يكونن حسينيات باقوالهن و افعالهن
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و اهله