الحاج ابو عمار المياحِ(غانم حميد صالح) في ذمة الخلود
الحاج ابو عمار المياحِ(غانم حميد صالح) في ذمة الخلود
إياد الإمارة ||
فارس من فرسان “بدر” ترجل عن صهوة العطاء ليلتحق بإخوته الشهداء
إلى معشر الشهداء “بدور” الجهاد والتضحية..
إلى “البدريين” الشهداء الأوائل..
إلى “ابو فدك الحمداني”..
إلى “ابو نازك”..
إلى “ابو علي” الكويتي..
إلى البدريين الشهداء: أبو حبيب السكيني، أبو زكي التميمي ووالده الشهيد، إلى المحمداوي فخر المقاومة..
إليكم يا صفوة الحق .. وشوكة العدل .. إليكم يا جمع الإيمان الأول .. إليكم يا مَن لبيتم نداء الحسين عليه السلام بصوت الشهيد محمد باقر الصدر وبصوت الإمام الخميني رضوان الله عليهما..
أقول لكم: رحل من دنيانا الفانية إلى آخرتكم الباقية رفيق دربكم والحافظ لعهدكم المجاهد الحاج أبو عمار المياحِ تغمده الله بواسع رحمته وألحقه معكم في فسيح جنته إنه جل وعلا الجواد الكريم.المجاهد العتيد أبو عمار المياحِ أعلى الله مقامه الشريف من أوائل المجاهدين الذين خرجوا عن حكم الطاغية صدام رافضاً البيعة للظالمين على منهج السبط الشهيد الحسين عليه السلام، فكان أن إلتحق بصفوف المجاهدين في الأهوار ليحافظ هناك على دينه وبعد أن أعلن الإمام الصدر عن فتواه المباركة في الجهاد ضد الطاغية كان الحاج أبو عمار المياحِ أعلى الله مقامه من أوائل الذين لبوا نداء المرجعية في حمل السلاح ومقاتلة النظام البعثي الإرهابي وإلتحق بصفوف “البدريين” في تشكيلات بدر الأولى وكان المجاهد العابد المُلتزم المُتزن الوقور الذي يحظى بإحترام وتقدير الجميع..
المجاهد الحاج ابو عمار المياحِ (غانم حميد صالح) بطل “بدري” متميز رافق القادة الأوائل وعمل معهم وأُستشهد بعضهم بين يديه وكثيراً ما سمعناه يتذكرهم جميعاً خصوصاً الشهداء منهم.وبعد العام (٢٠٠٣) كان الفقيد المياحِ رضوان الله عليه في مقدمة المجاهدين الذين عُرفوا بالثبات على المبدأ والإصرار على الثوابت الأصيلة..
لم تأخذه دنيا العراق الجديدة عن “بدريته” العريقة ولا عن جهاديته العقائدية الحقة..
الفقيد المياحِ الصادق، القوي، الأمين، المتواضع، الخجول، الساعي في قضاء حوائج الناس، ولا تأخذه في الله لومة لائم..
إذهبوا واسألوا عن ابو عمار المياحِ في كل مكان في بيته، منطقته، في صفوف منظمة بدر المباركة، في مجلس محافظة البصرة، ستجدون ابو عمار ذلك البدري الذي عرفناه في عيون الشهداء ابو فدك وابو نازك وابو علي وبقية الشهداء السعداء رضوان الله عليهم جميعا.الفقيد المياحِ أعلى الله مقامه خادم حسيني أصيل..
تعودتُ أنا خلال عملي مديراً لإذاعة وتلفزيون النخيل البدرية في أيام نشاطه أن أذهب سابع أيام محرم الحرام إلى بيته، وكان سيد جاسم الطويرجاوي رحمه الله يقرأ مصيبة العباس عليه السلام في حسينية المياح برعاية الفقيد أعلى الله مقامه صباحاً..
مجلس كبير تقصده الناس من كل حدب وصوب وكأنه يوم الحشر..
يبداً المجلس باللطم وصيحات الناس:
“آه وا ويلاه يا أُم البنين”
تهز أركان المكان شجاً ولوعة وثورة ضد الظالمين..
كان الفقيد ابو عمار المياحِ بدشداشته السوداء يطوف بين الناس لخدمة المعزين، يضع الطعام أمامنا بكل تواضع وهو قائدنا الذي نسير خلفه..تشرفتُ بالعمل مع الفقيد المياحِ أعلى الله مقامه مدة ليست قصيرة لم أرَ منه إلا الخير، الصدق، الجدية، التقوى، التواضع، الشرف، العفة، الأصالة، الرجولة، الوفاء، وكل الخصال الحميدة..
كان كثير الذكر لرفاقه الشهداء، يتحدث عن مواقفهم وبطولاتهم وقصص إستشهادهم المُشرفة..
كنتُ قريباً منه أحبه ويحبني أرى فيه شيبة الجهاد الأول، بكل صفائه ونقائه، كنتُ أرى في قسمات وجهه النوراني تاريخ طويل من عزة أمة الإسلام المحمدي الأصيل وشموخها..
رأيته في أحلك الظروف مبتسماً يشع ألقاً وإيماناً وقوة وعزيمة وثقة بالله تبارك وتعالى.
رحل ابو عمار المياحِ إلى جوار ربه بعد رحلة مرض مريرة..
رحل هذا المجاهد البدري الكبير يستقبله إخوته الشهداء بالترحاب لأنه بقي على عهدهم وفياً مُخلصا..
رحل المياحِ تاركاً في قلوبنا مرارة رحيله المفجع..
فسلام على هذا المجاهد العتيد يوم وُلد في حجر الولاء لمحمد وآل محمد وسط عائلة مباركة وسلام على هذا المجاهد العتيد يوم توفاه الله تبارك وتعالى وهو المجاهد العابد الزاهد الذي لم نرَ منه ولم نسمع عنه إلا كل خير وسلام على هذا المجاهد العتيد يوم يبعث حيا يشفع له النبي الأكرم محمد (ص) وأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام وهو في عداد خدامهم والسائرين على نهجهم.