لماذا تحالف الصفوة الوطني ؟…
لماذا تحالف الصفوة الوطني ؟…
علي كريم الشمري ||
بعد عام ٢٠٠٣ حددت الحركات الجهادية (فصائل المقاومة حاليا ) هدفها بوضوح وهو مقارعة الاحتلال وعدم الخوض بغمار السياسة وتركها “للمتمرسين” فيها لا سيما قوى المعارضة التقليدية ، بغية ترسيخ دولة المواطنة واعادة هوية العراق التي نسفها نظام صدام المقبور ، الا ان المتغيرات المتسارعة التي شهدها العراق بعد عام ٢٠١٤ ، احدثت هزة في بنية النظام السياسي عمقت الازمة التي يعاني منها هذا النظام الذي كان قاب قوسين او ادني من الانهيار ، حيث تصدت فصائل المقاومة ومعها القوات الامنية لعصابات داعش المدعومة دوليا ، وتمكنت من اعادة تثبيت اركان الدولة وابقاء العراق على قيد الحياة ، ثم تحقق النصر الكبير على داعش وماتبعه من اضطرابات وتظاهرات عرضت السلم الاهلي الى الخطر وانتجت حكومة الكاظمي التي جعلت الدولة على حافة الانهيار ، وهنا كان لابد من إيجاد الحلول الناجعة التي تمنح العملية السياسية القدرة على الإستمرار، ومنع أي تداعيات من إرباك النظام وفواعله ، هذه الحلول تجسدت بمشاركة بعض فصائل المقاومة ابرزها حركة عصائب اهل الحق في الانتخابات البرلمانية والانخراط بالعمل السياسي للوصول بالدولة إلى حافة البناء من جديد ، وكانت تجربة ناجحة وفق جميع المعطيات ، حيث استطاعت هذه الحركات تغيير مفاهيم العمل السياسي والانقلاب على فلسفة المحاصصة واحتكار مؤسسات الدولة، وتدعيم اقطاعيات العوائل الحاكمة التي انتهجتها القوى التقليدية ، والتي انتجت فساد مرعب وفقدان الثقة بالدولة والعملية السياسية ،
نجاح الحكومة الحالية بتحقيق منجزات ملموسة وتمكنها من ردم هوة ازمة الثقة مع المواطن في فترة قياسية ، والاستقرار الامني والسياسي الذي لم تشهده البلاد منذ عام ٢٠٠٣ مكاسب كبيرة يعود الفضل الاكبر فيها لشجعان الميدان الذين دخلوا البرلمان ،
شعور قادة المقاومة في العراق بالمسؤولية الشرعية والوطنية ازاء شعبهم وبلدهم كان المحرك الاساس لتشكيل تحالفات تشارك في الانتخابات المحلية، تعضد تجربة الانتخابات النيابية وتسهم في تعزيز استدامة البيئة السياسية المستقرة ، وهنا جاء (تحالف الصفوة الوطني) الذي يضم جزء مهم واساسي من اقطاب تنسيقية المقاومة وابرزهم ( كتلة صادقون ) لقلب الطاولة على بعض القوى السياسية التي هيمنت على مراكز القرار في المحافظات لـ(٢٠) عاما من الفوضى وغياب الخدمات واستفحال الازمات الاجتماعية والاقتصادية المعقدة ،
تحالف الصفوة الوطني نواة مشروع كبير هدفه الابرز هو التصحيح ، لاسيما في الوسط والجنوب وتفكيك معادلة الفشل وحماية التداول السلمي للسلطة دون التماهي مع الرؤى الاميركية – الغربية ،
زعيم حركة العصائب الشيخ قيس الخزعلي اكد بما لا يقبل الشك ان “فصائل المقاومة تدرك تماماً أن الستراتيجية الأولى في العراق هي نجاح الدولة” ، اذن هذه الفصائل (صادقون ) لتوفير حياة حرة كريمة للعراقيين بعد سنوات عجاف واعادة (حقوق ) سلبت و(بارادة ) ( الاوفياء ) سيكونون ( منتصرون ) بسواعد ابناءه ( السومريون )..