الاثنين - 21 ابريل 2025

الإسلام وبدو الصحراء وبدو الجبل

منذ سنتين
الاثنين - 21 ابريل 2025
مهدي المولى ||

 لا شك  إن الإسلام رسالة  إنسانية حضارية  ودعوة الناس كافة للوحدة والعمل معا لبناء حياة  حرة  وخلق إنسان  حر محب للحياة  والإنسان  فكان  أول رسالة  إنسانية  تنطلق  من معانات الإنسان    وساعية  لتخفيف تلك المعانات  والقضاء  عليها   فكانت دعوة  إنسانية      حيث كان أول رسالة دعوة تدعوا الإنسان في أي زمان ومكان  الى نبذ العنصرية والقبلية  والتمسك والالتزام  بالقيم الإنسانية  والى  وحدة  الإنسانية  والتصدي بقوة للظلم والظالمين   كلكم من آدم  وآدم من تراب  لا فرق بين عربي وأعجمي  إلا بالتقوى  قيمة المرء ما يحسنه  رفض التفاخر بالأنساب  وحاربها  واعتبرها عادة من عادات الجاهلية   أيها الناس  اتقوا  الله الذي خلقكم من نفس واحدة  فكان أول دين يؤكد على عمل الإنسان  على علاقة  الإنسان بالحياة  والإنسان   واعتبر تلك العلاقة بين الإنسان وأخيه  الإنسان  دليل على علاقة  الإنسان بالله سبحانه وتعالى    وبعد الإنسان عن أخيه الإنسان بعده عن الله  على خلاف الأديان والعقائد التي سبقته  التي  انطلقت من علاقة الإنسان  بالله لهذا  كل مجموعة صنعت  لها الله خاص بها وبدأت تتقاتل عليه  وكان الضحية هو الإنسان   لكن الإسلام أنطلق من وحدة الإنسان  فكانت وحدة الله الواحد   فالله في مفهوم الإسلام هو الصدق الحق  والتمسك بهما  الله  في مفهوم الإنسان  هو حب الحياة والإنسان  والتضحية من أجلهما

 مشكلة الإسلام   نشأ  ولد في منطقة بدوية  قبلية  عنصرية تعيش على الغزو  والسبي والتفاخر  بالأنساب  وهي من العادات  التي ذمها الإسلام  وجاء من أجل القضاء عليها فالكثير من أبنائها لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوه الى مستواهم وطبعوه بطابعهم   وتمكنوا من فرضه على  المسلمين حيث تمكنوا من إفراغ الإسلام من قيمه الإنسانية الحضارية وإعادة قيم الجاهلية  وشنوا حرب إبادة  على المسلمين  الذين تمسكوا والتزموا بقيم الإسلام الإنسانية الحضارية  ولا تزال مشتعلة حتى عصرنا

لا شك إن هذه الحالة سهلت لأعداء الإنسان والحياة أعداء الإسلام  اختراق الإسلام   ومنع الإسلام من تحقيق رسالته      من خلال خلق مجموعات  حركات   تتظاهر بالإسلام لكنها تكيد للإسلام سرا  مثل الفئة الباغية  ودولتها دولة آل سفيان في صدر الإسلام  والمجموعة الوهابية ودولتها دولة آل سعود  وصدام والكثير من دعاة القبلية البدوية والقومجية العنصرية  التي رفعت راية الحرب على المسلمين الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتطبعوا بطباعه وتمسكوا والتزموا بقيمه

   لكن دخول أبناء العراق وإيران الإسلام  هو الذي هيأ للإسلام  ديمومة الاستمرار والبقاء  لولا   أبناء العراق وإيران  لضاع واندثر الإسلام ولم يبق له أثر  فهؤلاء اعتنقوا الإسلام قبل وصول غزو الأعراب اليهم من خلال اليمن  التي دخلت الإسلام  قبل غزو الأعراب بدون حرب والمعروف إن اليمن كانت تابعة للعراق  كما إن أهل العراق وإيران  بلد حضارة وعلم  وأهل عقل  وذات نزعة إنسانية  فأسسوا للإسلام لغة  وحضارة وأبقوا على شعلته مشرقة رغم محاولات بدو الصحراء او بدو الجبل إطفائها وإخمادها  وهكذا يمكننا القول لولا الإسلام  لما   وجد  شي من بدو الصحراء او بدو الجبل  أي لا يوجد عربي ولا تركي ولا كردي  ولولا اعتناق أبناء العراق وإيران للإسلام لما بقي إسلام

لأن  أبناء العراق وإيران  التي كانت تسمى بلاد فارس  هم الذين  حموا روح الإسلام وعقله من الموت والجهل فكانوا  أهل العلم والثقافة والفكر  وأهل تجديد وإصلاح وكل الحركات الفكرية والسياسية والإصلاحية  نشأت وولدت في العراق وفي إيران وأذا وجد واحد او اثنان  او حركة او حركتان من غير أبناء العراق وإيران لا شك فأن   هذا وهذه الحركة تأثرت  بابناء العراق وإيران  والعجيب إنهم أي أبناء العراق وإيران  أي بلاد فارس كما أطلق عليها الرسول الكريم     ا الشعب الوحيد الذين دخلوا الإسلام عن قناعة  وليس كرها  حيث تخلوا عن لغاتهم عن حضاراتهم عن دولهم  وأسسوا  وطوروا  اللغة الإسلامية الحضارية الإسلامية   وسعوا بكل قدراتهم   لتحقيق  رؤية الإسلام   لكنها واجهت معارضة شديدة من قبل بدو الصحراء وبدو  الجبل  الأعراب  الأتراك

 واستمر  أبناء العراق وإيران في التصدي  لأعداء الحياة والإنسان  خلف صرخات آل بيت الرسول التي بدأت بصرخة سمية أم عمار وصرخة أبي ذر وصرخة الإمام علي وصرخة الحسين وتوالت الصرخات حتى صرخت الإمام الخميني  التي انطلقت من العراق وكانت قد جمعت  كل صرخات الحق التي أطلقها  محبي الحياة والإنسان  فسجلت أول نصر بتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران   التي بدأت تطهر وتحرر العقول من أدران وشوائب الفئة الباغية وامتدادها الوهابية  وبدأت صورة الإسلام  يشع  نورها وبدأ الناس يدخلون في دنيا الله أفواجا  وبدأ الإسلام يساهم في بناء الحياة الحرة وخلق الإنسان الحر

 ومن هذا يمكننا القول  الآن  بدأ  عصر الإسلام