الاثنين - 14 اكتوبر 2024

جزئيات عن العمل التخريبي الفاشل للموساد الإسرائيلي في ايران

منذ سنة واحدة
الاثنين - 14 اكتوبر 2024

 

د.محمد العبادي ||

قبل حوالي عشرة أعوام ألقت وزارة الأمن الإيراني على شبكة تجسس كانت تعمل لصالح إسرائيل، وفي أثناء استجوابهم ادلوا بمعلومات تفيد بأن إسرائيل تبحث عن الأفراد الذين يعملون في البرنامج الصاروخي الدفاعي لإيران ،وأنها قلقة ويراودها الخوف من هذا البرنامج الذي يتطور باضطراد.
ويبدو أن إسرائيل – بعد إلقاء القبض على الجواسيس -ناورت وجمدت خطواتها لوقت قصير ثم استأنفت نشاطها.
الأجهزة الأمنية الإيرانية كانت في حالة ترقب وانتظار .
وجاء العدو الاسرائيلي( الموساد) بخطة معقدة مدروسة إلى ايران بعد أن تسلل خلسة إلى بعض العناصر ليعتمد عليهم كنقاط ارتكاز في تنفيذ مخططه .
كانت خطة الموساد الإسرائيلي تقوم على تزويد الصواريخ الايرانية بقطعة مكيانيكية(گیت او صاعق) تتحول إلى أداة متفجرة تؤدي إلى إبطال عمل الصواريخ.
لقد عرض التلفزيون الإيراني صور لآلاف القطع الميكانيكية الصغيرة ،والتي يصل طولها إلى ( ٧سم)،وشاهدت ( الگیت او الصاعق) كيف ينفجر. وقال العميد سيد مهدي فرحي نائب وزير الدفاع عن هذا التخريب:( كانت هناك محاولة لوضع موصل كهربائي متفجر وغير قابل للاكتشاف على بعض أجزاء الصواريخ بحيث ينفجر في وقت وتاريخ محددين).
اربع سنوات من الصبر والجَلد والرصد تقوم بها أجهزة الاستخبارات الايرانية، وعرفت خلال تلك المدة المديدة مسارات وأنشطة الموساد في توريد السلعة أو السلع ،وحددت وبإشراف كامل هوية فرق العمل، والضباط الأجانب وعملائهم في الداخل والخارج ،ومن ثم اختارت التوقيت المناسب ووجهت لهم ضربة قوية أحبطت عملهم التخريبي.
إن هذه الخطوة التخريبية لإسرائيل لو قُدر لها النجاح ؛ لتم تحييد البرنامج الصاروخي الإيراني بالكامل ،وقد صرح نائب وزير الدفاع الإيراني بذلك قائلا:( لو لم يتم اكتشاف هذا التخريب وتم استخدام القطع الميكانيكة لكانت جميع الصواريخ خارج الإستخدام).
نعم تخرج جميع الصواريخ من الخدمة ،وبحسب التلفزيون الايراني كان نتن ياهو يعول على ذلك ،وقد صرح في وقت سابق بأن إسرائيل ستفاجئ ايران ،ويبدو انّه كان يأمل في نجاح هذا المخطط الخبيث .
إنّ إيران تدرك تمام الإدراك ان برنامجها الصاروخي ؛ بل برنامجها الدفاعي في معرض الاستهداف ( من نام لم ينم عنه)،ولأجله فهي تعمل بشكل متزامن على أكثر من صعيد ففي الوقت الذي تعمل على تطوير برنامجها الدفاعي تقوم اجهزتها الاستخباراتية بتوفير الحماية اللازمة لهذا البرنامج .
لا أظن أن ايران ستبقى في موضع الدفاع وتترقب هجمات العدو الاستخباراتية والعسكرية ؛ وإنما سترد على هذه الخطوة التخريبية في ساحات المواجهة المختلفة ، لأننا في زمن قد تغيرت فيه موازين القوى وعلى العدو أن يترقب رد إيران القريب .