الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

‏فجيعتكِ ‏أم علي ضحى الخالدي..!

منذ سنة واحدة
الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

 

ضي الحافظ ||

‏أم علي ضحى الخالدي:
‏لقد كتبتِ يومًا تحت هذا العنوان، لكن اسمحي لي أنّ استعيره منكِ وأنا في مقام رثائك..
‏يا من كان الحزنُ يرسم ألوانه على شفتيكِ حين تبوحين ويعلو صوتكِ بحب المخلصين الأنقياء، يا من كان قلمكِ يكتب بحبرٍ من دم وانتِ تصفين لنا مظلومية الشهداء..
‏ماذا أقول فيكِ؟ وأيُ كلماتٍ بمقدورها أن تطرق أبواب نعيك؟
‏يا ناصعة القلب، يا قيثارة الحشدِ، يا شامخة الوجود والإباء، يا ناطقة لا تسكتُ عن همٍّ أو حقٍّ أو حزنً..
‏أيتها الباسقة.. السامقة..
‏لا تتركيني
‏هكذا يُخَيَّلُ لي صوت زوجكِ واولادك..
‏ونحنُ الغرباء لنا في غيابك رفع الاقلام، وغياب الكلام، وموت الأفكار، وضياع الأرقام، وهدم حيٌ كامل ليس الجدار!

‏الهي!
‏أكاد أُجنُّ حزنًا
‏بدموعٍ حُسينية، وكثافةً اربعينية هكذا الكل يرثيكِ
‏ويوحشني بقائي في دياري! وأنا أسمع صوتكِ وانتِ تقولي:

‏”يا من تبعثرت بكل عنفوان السنابل حين حصادها”

‏اُخيّة: يا من تبعثرتِ كتبعثر ملئ السنابل حين تواضعها، ام علي كانكِ تسرعين لنقل رسالة الهجرة من هذه الدار!
‏وسنظل بعدكِ بحاجةٍ إلى الكلمة الفصل التي تبيّن المواقف..
‏ اهً كم نحنُ كائنات زمنية مؤقّتة سريعة الاندثار!
‏وابقى اتساءل: كيف سَتُخنقُ الوردةُ بكل هذا التراب!
‏انا المتعلّقةُ بصور الذكريات وحتى الأزمات
‏يا من كُنتِ صديقة وقريبة.. يا موتٌ قبل الموتِ

‏أضجّ وجعًا وألمًا على رحيلك..
‏وسلامٌ عليكِ حتى يرضيكِ عن كل زعلٍ كان يُؤذيكِ.