فجيعتكِ أم علي ضحى الخالدي..!
ضي الحافظ ||
أم علي ضحى الخالدي:
لقد كتبتِ يومًا تحت هذا العنوان، لكن اسمحي لي أنّ استعيره منكِ وأنا في مقام رثائك..
يا من كان الحزنُ يرسم ألوانه على شفتيكِ حين تبوحين ويعلو صوتكِ بحب المخلصين الأنقياء، يا من كان قلمكِ يكتب بحبرٍ من دم وانتِ تصفين لنا مظلومية الشهداء..
ماذا أقول فيكِ؟ وأيُ كلماتٍ بمقدورها أن تطرق أبواب نعيك؟
يا ناصعة القلب، يا قيثارة الحشدِ، يا شامخة الوجود والإباء، يا ناطقة لا تسكتُ عن همٍّ أو حقٍّ أو حزنً..
أيتها الباسقة.. السامقة..
لا تتركيني
هكذا يُخَيَّلُ لي صوت زوجكِ واولادك..
ونحنُ الغرباء لنا في غيابك رفع الاقلام، وغياب الكلام، وموت الأفكار، وضياع الأرقام، وهدم حيٌ كامل ليس الجدار!
الهي!
أكاد أُجنُّ حزنًا
بدموعٍ حُسينية، وكثافةً اربعينية هكذا الكل يرثيكِ
ويوحشني بقائي في دياري! وأنا أسمع صوتكِ وانتِ تقولي:
”يا من تبعثرت بكل عنفوان السنابل حين حصادها”
اُخيّة: يا من تبعثرتِ كتبعثر ملئ السنابل حين تواضعها، ام علي كانكِ تسرعين لنقل رسالة الهجرة من هذه الدار!
وسنظل بعدكِ بحاجةٍ إلى الكلمة الفصل التي تبيّن المواقف..
اهً كم نحنُ كائنات زمنية مؤقّتة سريعة الاندثار!
وابقى اتساءل: كيف سَتُخنقُ الوردةُ بكل هذا التراب!
انا المتعلّقةُ بصور الذكريات وحتى الأزمات
يا من كُنتِ صديقة وقريبة.. يا موتٌ قبل الموتِ
أضجّ وجعًا وألمًا على رحيلك..
وسلامٌ عليكِ حتى يرضيكِ عن كل زعلٍ كان يُؤذيكِ.