مرثية جنوبية..!
إنتصار الماهود ||
هل رأيتم يوما حزن الجنوبيات لفقد عزيز؟
هل لمستم الألم في الأحداق والآهات التي تملأ الصدور؟
تلك الأنات التي تخرج بحرقة من الشفاه الذابلات، أترون هذا الوجع الذي يجعلنا كالنخل حين يشح عنه الماء؟ يموت لكنه يبقى واقف شامخ لم يعتد الإنكسار؟
نعم فالحزن هو لون ثيابنا منذ الأزل لم يفارقنا أبدا، الموت يعشقنا ويعشق حزننا و ألمنا، لذا نراه يطرب دوما على آهاتنا التي تخرج صادقة من الأعماق حين نفقد أحبتنا واحدا تلو الآخر، عزيز بعد عزيز، نودعهم نحو مثواهم الأخير في رحلتهم الأبدية نحو الخلود، في تلك الصناديق الخشبية الضيقة التي لا تسع لإحلامهم التي تركوها خلفهم لم تكتمل.
ضحى يا عزيزتي يا ” عين الگلادة“ كما أسماك معلمي الذي أفجع فؤاده وفؤادي فقدك، أحقا غادرتنا ولن نرى وجهك المبتسم؟ لن نقرأ تلك الكلمات المزلزلة التي الجمت المتخرصين دوما؟ لن نسمع صوت الحق الهادر يخرس الباطل مرة أخرى؟.
يا أخت الرجال صدقيني سنفتقد وجودك بيننا، أم علي لم أكن أضن أنني سأرثي أخت وصديقة قريبة للقلب والروح، لا أريد أن أكتب نعيا لك فلازلت صغيرة على الموت، أنا لا أريد أن أبكيك سأكون قوية حتى بحزني ورثائي على أحبتي، سأكون قوية رغم دموعي التي تتسارع لتخرج من مقلتي، قلمي اليوم يخونني في التعبير عن حزني لكنني أجبره على الكتابة، أجبر تلك الكلمات الشاردة التائهة في رأسي كي تخرج.
سأبكيك بمرثية جنوبية شروكية كما كانت حبوبتي ترثي أحبتها سأنعاك بفخر ومحبة وقوة ممزوجة بحزن عميق وألم لن يزول كما هي عادتنا نحن نخلات الجنوب:
كسرتي بروح روحي من يبرها
وتلوج الليل كله من يبرها
الوديعة إخلاف عينك من يبرها
وعليك تعودت صبح ومسية.
نامي قريرة العين يا أختا لم تنجبها لنا أمنا، ليكن قلمك و عفتك و أخلاقك نبراسا وإرثا للزينبيات من بعدك.
الملتقى عند سيد الشهداء الحسين عليه السلام يا عزيزتنا.