خذ حتى ترضى . .
حسن كريم الراصد ||
تعال خذ اررواحنا لترويك من عطش يوم عاشوراء ..
تعال وانظر لأقدامنا تجري دماء وهي تكدح نحو ضريحك كدحا ..
أقدم لنا الآن بعد أن صار لنا وجودا وبعثنا من عدم الطين .. بعد أن خذلتنا أجسادنا ولم تنفض عنها غبار العدم لتستجيب لنداءك : الا من ناصرنا ينصرنا .
تعال لنرويك سيدي .. ولتأتي أمنا الزهراء معك ترى كيف نصبنا بهذا الطف علما .
لتأتي نقيم معها العزاء عسى أن تكف عن البكاء وتنسى مشهد الخيول تجول على اضلاع صدرك . تأتي لتعيد الكفين القطيعين الى الجسد المقطع بالسيوف على شاطي الفرات ..
تعال ومعك الحوراء الحزينة لترى الملايين تسير معها في طريق السبي بعد أن قطعته وحيدة برفقة قتلة أخوانها ..
تعال وعلى صدرك الرضيع نسقيه من مواكب عزاؤنا التي أجرت نهرا ثالثا في أرض السواد وسمته زاد أبو علي .
تفضل وكل من زادك .. واسقي عيالك العطاشى من نهرنا الجاري ..
فان كنت قلت لله خذ حتى ترضى فانا نقول لك يا أبا عبد الله : خذ من ثوابنا ومشينا وخدمتنا وقلوبنا النابضة بحبك حتى ترضى .
فهل رضيت سيدي ؟ وهل كفكفت امنا دموعها وتبسمت عندما ترى قوافلنا تنوح وتهتف : أبد والله يا زهراء ما ننسى حسيناه .. ؟؟؟