الرمزية..!
المحامي عبد الحسين الظالمي ||
لكل شعب صفات معينه يمكن ان تكون مشتركة بينه وبين شعوب اخرى ويمكن ان تكون صفة حصرية تختص بشعب معين ومن هذه الشعوب الشعب العراقي هذا الشعب الذي تميز بصفات عدة منها الكرم والشجاعة والنخوة والغيرة التي اصبحت مورد تفاخر للعراقي ، طبعا لا يمكن حصر هذه الصفات فقط في الشعب العراقي ولكننا نجزم ان بعض هذه الصفات يتربع على عرشها الشعب العراقي مثل الكرم والغيرة وهناك حالة اخرى ربما لم يلتفت لها البعض وهي صفة الرمزية كثير ما ترى العراقي يتأثر بالرمزية ويقدسها في بعض الموارد ويصفق لها بسبب وبدون سبب ، وهنا لابد من التذكير اننا ليس بصدد بحث الاسباب لهذا التأثر
بل لغرض تسليط الضوء على اثارها .
، الشعب العراقي يميل بطبعه الى صناعة رمز البعض يسميها صناعة دكتاتور ، هذه الحالة ربما تكون منحصرة بفرد او مجموعة افراد وبعناوين شتى ( القائد ، الامير ، الملك ، الشيخ ، العالم ، المرجع ، رئيس حزب ، مسؤول ) طبعا البعض منها حق والبعض الاخر مجرد ديكور تارة يكونون مرغمين على الرمز وتاره هم من يصنعون هذا الرمز مثلما نرى ونسمع اليوم امير كذا وشيخ مشايخ كذا والزعيم
ورئيس الرؤساء والضرورة ، هذه الرمزيات منها ما هو حقيقة ومنها ما يفرضه التزلف والنفاق والمصالح ومنها ما يطلب التلون والتغير حسب الظرف .
بعد ان انتهى زمن الرمز الاوحد والضرورة وقائد القادة توزع الناس على رمزيات مختلفة منها دينية ومنها وطنية ومنها عشائرية ، بالتاكيد ان هذه الرموز تختلف من حيث التأثير والاتباع .مما جعل البعض يخطط لتدمير وتشوية هذه الرموز
بطرق مختلفة ولكون الرمز الديني هو اكثر الرموز تأثيرا لذلك نلاحظ كيف اصبح استهداف العمامة يحتل المرتبة الاولى على المستوى الديني او على المستوى السياسي لذلك كثير ما نسمع ونلاحظ
ونرصد الاستهداف المبرمج للدين من خلال الرموز سواء كانوا اشخاص او مقدسات ولولا الرصيد الشعبي لهذه المؤسسات لكانت الهدف الاول لكل استهداف ولكن كثير ما جرب المخططون لنيل من هذا المؤسسات النتيجة كانت الفشل لذلك صبوا جام تركيزهم على العمامة السياسية لضرب عصفورين بحجر هم تسقيط سياسي بحجة الفشل والفساد وهم تسقيط ديني بحجة الفشل في القيادة وهذا الاستهداف قديم جديد منذ حكومة الامام علي علية السلام الى اليوم حتى وصل الحال ان البعض يستخدم المنبر الديني لهذه السياسية
خصوصا مع وجود بيئة شعبية لا تميز بين هذا وذاك، مجلس كامل وتجمع كبير وكلهم يرتدون السواد حزنا على الحسين وهم يرددون مع الرادود (الحية الرقطاء تسرق العراق ) ولا من سال من هي الحية الرقطاء المهم نغم القصيدة وبيها كلام على المرجعية والحكومة حق باطل لا يهم ، بل وصلت الامور الى من يستفتي هل هذا الحضور في مجلس فلان جائز او لا لان فلان رئيس كتلة رغم ان المجلس مجلس للحسين وكل الحضور هم من اتباع الحسين ومحبيه نعم قد يتخلف السلوك والتصرف عما يجب ان يتصف به المريد ولكن هذا الامر عام ولا يختص بفرد او مكان او مجلس .
ومن هنا نقول ان الاعداء قد شخصوا هذه الحالة وخططوا لا استهداف الرموز حقا وباطلا فبعد ان ارادوا تسقيط المرجعية وبائت مساعيهم بالفشل ولكنهم نجحوا مع العمامة السياسية وكما فعلوا مع المسؤول الذي اصبح
ذكره مدعاة لتندر والاستهزاء نزيها كان ام فاسدا
وطنيا كان او عميل فلا فرق بل تساوى الامر العمالة والوطنية والنزاهة والفساد الكل في ميزان واحد ،
حيث اصبح يكفي من يريد الطشه والاعجاب ان يسب ويشتم المسؤول او السياسي من وسيلة اعلامية او حتى من منبر حسيني رغم ان البعض يعلم ان السب من على المنابر لم يسلم منه حتى الذي كان خليفة الله بعد الرسول .
هذا الطعم الذي اكله الكل واصبح وسيلة لخلط اوراق الباطل وما اكثره بالحق لغرض اضعاف الحق ، نعم النقد وتشخيص الاخطاء والانحرافات مطلوب ولكن وفق ضوابط منها ( ان لا تصيبوا الناس بجهالة وانتم لا تعلمون ، وبين الحق والباطل اربعة اصابع ، وهتك حرمة المؤمن اكبر من هتك حرمة الكعبة ، ولا يعلم الايمان والصدق الا الله ، وما يزكي الانفس الا الله ).
تهتك حرمة زائر بدافع القومية وتهتك حرمة انسان مسلم بحجة محاربة الفساد وتهتك عرض مسلم بحجة الاصلاح وعلى هذا الحال اين انت من الدين والتقوى والوطنية واين انت من حب الحسين ؟. وهنا لا اقصد بأ لتاكيد من يضعون الخطط بل اقصد من ينساقون في تنفيذها رغم انها سموم سوف تهلك الجميع .وامام هذا الواقع ما احوجنا الوعي والورع .
الواح طينية، محاربة الفساد، المحامي عبد الحسين الظالمي