الصادقون في زيارة الأربعين..
كوثر العزاوي ||
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ..} من دون أن يتزلزل أو ينحرف {وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.ولم يبدّل العهد أويغيّر الميثاق الذي قطعه علی نفسه، إنهم
لم ينحرفوا قيد أنملة عن خطّهم، و لم يألوا جهدا في سبيل الله، و لم يتزلزلوا لحظة، بعكس المنافقين أو ضعاف الإيمان الذين بعثرتهم عاصفة الحوادث هنا وهناك وأفرزت الشدائد في أدمغتهم الخاوية أفكارا جوفاء خبيثة، إنّ الرجال المؤمنين وقفوا كالجبل الأشمّ و أثبتوا أنّ العهد الذي عاهدوا به لا يقبل النقض أو التراجع عنه، فهم المقصد في الآية هنا، فهم خيرة الناس من الرجال، ممن لهم شعور دينيّ قوي لا تغرُّهم شعارات المنافقين المتواجدين في مسجد “ضرار” ولايتزعزع إيمانهم رغم كثرة المنافقين، هم الأشداء على الكفار، الرحماء على الأخيار، فهم إذن رجالٌ بكل ماللكلمة من معنى! ولعل في كل عصر ثمة مصاديق لآيات الله، كي تتجلى معاني مايردُ من آيات القرآن الكريم كواقع عمليّ حيّ! ومرحلتنا قد أنجبت عناوين ناصعة ولعلّها الأقرب إلى الواقع تطبيقًا هم رجال “الحشد المقدس” الرجال الذين”صدقوا…ومابدلّوا” حيث كانوا ومازالوا في ركب المخلصين العاملين الذين جنّدوا أنفسهم يوم حمي الوطيس ونذروا جماجمهم لله “سبحانه وتعالى” ولكن لم تُقدَّر لهم الشهادة، فكانوا ومازالوا من المنتظرين، لم يتقاعسوا ولم يضعُفوا، فلا تراهم إلّا حضورًا في مواقع الواجب، متأهبين محتشدين، ومتى دَعى داعيَ الله يهبّون، ولأي نازلة أو شديدة يُجيبون، وفي أي بقعة من الأرض حيث وجهُ الله يحضرون!! وقد شهدت لهم مواقف وصولات غير ساحات القتال، تراهم حضورًا متألقًا في محطات العمل التطوّعي الخالص في كل عام، كما تحدثت عنهم مروءاتهم، ورَوَت الغيرة مفاخرهم في لجّة بحر الزيارة الأربعينية وآفاقها الرحبة،
فهم الصادقون المنتظرون تكريمهم بالشهادة، ولم يَنقُض انتظارهم عهدهم محال!، بل هم اليوم في مقام التشريف لتكملة المشوار في طريق المجاهدة، سيما في الوضع الراهن الذي نعيش فيه الأزمات الصعبة والمصائب العظيمة التي تحلُّ عبر شياطين الاستكبار والماسونية العالمية وعلى رأسهم الشيطان الأكبر وحثالات سفاراتهم الجندرية، وحيث الإعلام المضلّل ورصد المليارات لتشكيل منصاتهم الإلكترونية المكلَّفة بحملة التزوير والتحريف والتشويه وقلب الحقائق وتشويش سطوع مشاهد المارثون المليوني العالمي، لترى هناك دورًا متميزا لرجال الله في الحشد الشعبي في المحطات المتنوعة للزيارة الأربعينية في كل عام،
حيث أُنشِئت منظومة حسينية متصدية قوية مقتدرة تجاوزت جميع العقبات وداست بأقدامها على عوامل النكوص وضعف الأداء! وفي هذا العام وماقبله، بلغ عدد حضور رجال الحشد المقدس في كربلاء، الآلاف بمشاركة مئآت الألوية مع الإسناد والجهد الأمني والفني لمعاونيات ومديريات الهيئة، والاستخبارات والأمن والاتصالات ومتابعة مثيري الشغب والاعتداء على زوار أبي عبدالله “عليه السلام”
سيما الوافدين من الدول الاسلامية
وهكذا تحققت نبوءة كبيرة البيت العلوي”زينب” يوم قالت بملئ فم اليقين:”سينصب بهذا الطف عَلَم كلما اجتهد ائمة الجور على محو أثره فلا يزداد الّا علوّا وارتفاعا”
١٦-صفر١٤٤٥هج
٢-٩-٢٠٢٣م
ــــــــــــــــــ