الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024
منذ سنة واحدة
الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

 

د. ظفر التميمي ||

السلام عليكم جميعا /

تقترب شعائر الزيارة الاربعينية من نهايتها بعد أيام قلائل في عراق الحسين  (عليه السلام ) ،حيث الحرارة في قلوب المومنين لا تنطفىء ، وحيث العدو الكامن لنا ما بين صفوفنا وهو الاخطر يترقب الزلة ، اما عدونا الذي نعرفه خارج الحدود ، فهو يمتلك من الوسائل ما يجعله ينظر بعين الاستهزاء للشعب العراقي لتمسكه بثوابته الدينية ولاحيائه شعائر مر  عليها اكثر من الف عام . فيا ترى ما هي الدروس المتوخاة من هذه الواقعة العظيمة التي ذكرت في بطون امهات الكتب واشارت اليها الرسالات السماوية بشكل غير مباشر ، وكيف لنا ان نجمع ما بين الاحداث الدينية وقرائتنا لها وفق العقيدة الاسلامية وعلى أساس منهج ال البيت ( عليهم السلام ) ، وما بين الوقائع السياسية التي تجري على الأرض ؟ وكيف ستكون الفائدة من كل ذلك ؟

ان اختيار ارض الرافدين لملحمة الطف انما هو تسلسل للأحداث العظيمة التي جرت على يد الانبياء والرسل والموجهة لعباده في ارشادهم لاتباع طريق الحق ونصرة المظلوم والضرب على يد الظالم ، فمنذ فجر الناريخ ودورة الاحداث والحياة تعيد نفسها تحت مسميات عدة وباوجه مختلفة ، ولان العراق هذه الارض التي بدا منها التاريخ وفيها سينتهي كما اقول دائما ، فهو الاجدر بحمل الرسالة الالهية  لتميز شعبه عن باقي الشعوب ، وان انتظار الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) هو التكملة الطبيعية للاحداث من الناحية الدينية  ، وان الله جل في علاه سيختبرنا مرارا وتكرارا حتى يتبين له من الثابت على الحق ومن الذي يركن لحب الحياة والباطل ، فاول دروسنا هي ان لا تكون عباداتنا مجرد اداء روتيني ، بل ان تكون نابعة من القلب ، وان نبتعد عن النفاق في ولائنا لمنهج ال البيت ( عليهم السلام) ، فلو حدث اي طارىء لا سامح الله ، فمن سيقف مضحيا بكل ما يملك في سبيل الحق ، ام اننا سنرى البعث يولد من جديد في قلوب المنافقين ؟

ولمن يقول لماذا العراق بالتحديد ، فاجيب عليه بالقول ، ان ارض العراق شهدت اغلب القصص لانبياء كثر  وكانت رسالاتهم تمهيدا ليوم الوعد الالهي ، ولذا اقول لمن يتذمر مما يجري ، ويعتقد بان العراق قد اختار السير في طريق مختلف لاغلب دول العالم ، وان شعائر بيت ال النبوة هي دليل على التخلف الثقافي ، فليغادر العراق غير ماسوف عليه ، فهذه ارادة الله في الاختيار وليس من ارادات البشر .

ان معظم الاحداث السياسية الجارية في العراق ترتبط باطار ديني ، وقد تم استغلال ذلك من قبل العدو لاظهار وجود حالة من التخلف والانغلاق يعيشها الشعب العراقي كل عام مع احداث عاشوراء  ،  في حين قد لا يعلم الكثيرون بان الغرب يمتلك مراكز ومؤسسات لصنع القرار قائمة في اعمالها على الفكر الصهيونى في قراءته للتوراة والانجيل المحرفين اصلا ، وبالتالي فان الفكر الصهيوني يدرك الخطورة في استعداء اهل العراق ، وهذه النقطة تحديدا تحتاج الى الكثير من الشرح الذي لن ادخل في تفاصيله هنا ، وربما في مقال آخر ابين للقارىء بعض التفاصيل .

فيا اهل العراق ، ان على من ينادي بحب الحسين ( عليه السلام ) ان يكون صادقا ، وان هذه الجموع المليونية عليها ان تدرك الخطر القادم ، وان التعاون والتكاتف هو الطريق الامثل لمقاومة العدو ايا كان ، وان العبرة بالخواتيم ، فالعدو لا يهاب الكثرة ولكنه يهاب القوة النابعة من الايمان ، وعلى قادة العراق ، ان يحسنوا التعلم من منهج الحسين ( عليه السلام) ، فهو كان منفردا يبث الرعب في قلوب اعداء الله بايمانه ، وهم على كثرتهم كانوا خائفين ، اذا فالحذر كل الحذر من استغلال تلك الايام المهيبة في عدم التذكر والعبرة ، اننا بحاجة الى دمعة تنزل في سبيل الحسين ( عليه السلام) لتستقر في القلب وتذكرنا بان كل شيء يتغير وان لا ثابت في السياسة ولا حتى في الإيمان  .

ودمتم بخير  .