الاثنين - 20 يناير 2025
منذ سنة واحدة
الاثنين - 20 يناير 2025

سارة سلام ||

لا أعلم حتى الان كم مرثية كتبت وكم من التعازي دونت، أ كان ذلك بحكم الوقت أم بحكم عملي في نقل الأخبار اي كان نوعها.

الأخبار ليست كلها مستساغة للقارىء او السامع، لكنها يجب ان تكون مبنية على الحقائق؛ هذا ما تقول به المهنة.

المهنة جمعتني بالعديد ممن أعتز بذكرهم و ممن أدمى فؤادي فقدهم، يختفي قاموس الكلمات حينما تريد ان تكتب عمن تحب! كأنك تقع في شراك البُكم!
البُكم مشكلة تعبر عن اضطراب لغوي يؤدي الى مشكلة حقيقية في الاتصال والتحاور؛ لكن ما فرق البكم عن الهدوء ؟!
الهدوء ميزة .. ميزة نادرة في زمن فوضى الحواس والمنطق واللامنطق، فوضى الاحاديث و الثرثرة بلا جدوى .. من ذا الذي يحظى بهذه الميزة في زمن البرغوت!

هي التي جمعني بها سواد الحداد و وجع الكلمات والدموع المُتَرَقْرِقَةٌ على عمق مقلتينا.. حتى في تعبيرها عن الحزن تتسم بالهدوء والحكمة والخطوات الواثقة، اذكر قولاً لأحد العابرين قال لي “المبدئيون يتعبون!”.. استقر التعب في عينيها حتى بات جزءً من ملامحها الوضاحة تعبر عما تريد بقوة وخُلق، بمنطق وعقيدة، بعلمية ومهنية خطت الخطى وعدت العدة ليكون رحيلها مفاجئا وموجعاً لكن بهدوء ..
ضحى الخالدي لروحك السلام
كان ما زال امامنا الكثير لنعمل عليه.