الخميس - 06 فيراير 2025

بين لسان الافتراض و لسان الحال ..!

منذ سنة واحدة
الخميس - 06 فيراير 2025

الشيخ محمد الربيعي ||

 

▪️[ لسان الحال أصدق من لسان المقال ]

▪️ هكذا نقل عن سيد الوصيين وامام المتقين علي بن ابي طالب ( ع ) ، عضو  منظمة الأسوة الحسنة ، وعرف لسان الحال : ما دل على حالة الشيء من ظواهر أمره .

▪️ وقيل بطبيعة الحال ان لسان الحال اصدق من لسان المقال ، باعتبار ان لسان الحال يمثل الجانب العملي الواقعي المشهود ، للمأساة و صعوبة الموقف ، او سعادة العيش و الرفاهية ، يمثل المعالم الملموسة للظلم ، و انعكاساته .

▪️ذلك الحال لمعالم مفهومة ، استغنى فيها المشاهد و الحاضر و السامع عن مقالة سامعها .

▪️وحاول البعض ان يعطي للسان الحال وجود قراني بعرض جملة من الايات القرانية و النظر بتفسيرها و تأويلها على انها كانت دالة على لسان حال ، وكذلك اعطوا ادلة من السنة النبوية الشريفة باحتواء مضامين تلك الاحاديث على لسان الحال .

▪️ وساروا على هذا المنوال الذي كان الغرض منه اثبات امكانية استعمال لسان الحال في القضية الحسينية .

▪️ ولكن اعتقد وقع اشتباه كبير ، بين عدم التمييز بين لسان الحال و المجاز  ، وان كلامهم كان ناظر الى الامور من جهة المجاز  المعرف : ان اللفظ يقصد به غير معناه الحرفي بل معنى له علاقة غير مباشرة بالمعنى الحرفي ، و المجاز من الوسائل البلاغية التي تكثر في كلام الناس ، البليغ منهم وغيرهم وليس من الكذب في شيء كما توهم البعض ، و الكلام فيه طويل جدا نتركة لمحله وتخصصه .

محل الشاهد :

▪️ ان ما نشاهده اليوم فيما يخص القضية الحسينية و لسان الحال ، من خلال الطرح الشعري ، و ابيات النعي التي اغلبها افتراضية ، و هي بعيدة كل البعد عن لسان الحال ، و الملاحظ فيها انها لا تمت للواقع بصلة ، وان اغلب ما طرح فيها لا يتناسب مع شخصية المعصوم ( ع )  سواء كانت الشخصية بالعصمة الكبرى الواجبة او بالعصمة الصغرى الثانوية ، بل نلاحظ ان تلك الابيات صارت هي التاريخ و هي الواقع ، وكان للبعض منها انعكاسات سلبية ، و خصوصا صورت من شخصيات كربلاء ، عبارة عن شخصيات طالبة للماء و العطش هو الشغل الشاغل لها .

▪️والبكاء و صراخ هو صفة النساء ، و هكذا عبر الاجيال كانت تلك الابيات كأنها حقيقة الحال .

▪️ حتى وقع ما نخشاه اليوم ، من عدم وجود انعكاسات لتلك الوقائع المطروحة ، فكان الاهتمام بالدموع و البكاء بخصوص القضية الحسينية ولم نهتم، بتأثير الفكري والعلمي و الفقهي و التشريعي فيها حتى كنا نمارس الشعائر ولا تكون لها النتيجة المرجوة منها اتجاه الذات و المجتمع .

▪️ على الامة اعادة النظر بما يطرح ، و فهم ( القضية الحسينة ) انها ثورة ضد النفس الامارة بالسوء ، و الظلم و بناء المجتمع العادل الاسلامي .

▪️على الامة ان تفهم ان حياء القضية الحسينية و نصرة الامام الحسين ( ع ) ، تكون عندما تنعكس عليك ثورته لتكون ثورة لذاتك ضد معاصيك والتوجه في طريق الصحيح ، وعندما تكون ثورة ضد المجتمع لينصلح ويكون قدوة لغيرة من المجتمعات ، لا يكفي الحزن دون نتاج دون انعكاس على السلوك وان كان هذا الحزن مطلوب و مبارك

نسال الله حفظ الاسلام واهله

نسال الله حفظ العراق و شعبه