الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024
منذ سنة واحدة
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

حسن الربيعي ||

 

مساكم الله بالخير..

ما يحدث داخل مسيرة الزيارة الأربعينية تعجز العقول عن إدراكه وتفسيره، لوجود قوة أكبر من القدرات الطبيعية للإنسان تتكفل بتنظيم هذه المسيرة وتنميتها وتوسيعها، متمثلة باللطف الإلهي، ورعاية صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام، وكل زائر ومشارك ينهل من هذا اللطف، والرعاية بحسب استحقاقه وسعيه.

وفي السنوات الأخيرة بدأت ملامح مجتمع الأربعينية تنمو وتظهر بوضوح، ورغم التفاوت الثقافي بين الأفراد ومجتمعاتهم الطبيعية التي يعيشون فيها، إلا أن القيم الإسلامية والعادات والتقاليد تتقارب وتندمج عند دخول الزائر في مجتمع الأربعينية، وتظهر صفات مشتركة كالتعايش السلمي والانسجام المجتمعي والتخادم والتواضع والمحبة، وبناء العلاقات بيسر ووئام، ولا يضر هذه المسيرة وجود بعض الشاذين عن قاعدتها، الساعين لتعكير صفو الحياة داخل مجتمع الأربعينية، وهؤلاء يضرون أنفسهم قبل غيرهم، مع ذلك لابد من إيجاد علاج لهذه الحالات والأشخاص الذين يضايقهم وجود الزائرين من دول أُخرى ، وخصوصاً إخواننا وأحباءنا من زوار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذين يضيفون نكهة خاصة للزيارة، فأغلب الزوار الإيرانيين يحملون سمات روحية تعزز روحانية مجتمع الأربعينية، ويمكننا أن نعد المتضايقين مرضى أو متوهمين أو مغرر بهم، ونعمل على معالجتهم وتربيتهم بما يؤهلهم للإندماج مع هذه الظاهرة الإلهية، فهؤلاء اما متأثرين بنظام التفاهات ويحبون الظهور (الطشة)، أو متأثرين بأفكار شاذة يسوقها الأعداء والاستكبار العالمي، أو جهلة

لا يعرفون ما الذي تعنيه هذه الزيارة وماذا يعني أن نسهم بتوسيعها، ليفرح بها المحب، ويتألم منها المبغض. فهذه الزيارة كسفينة نبي الله نوح عليه السلام، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، فكيف سيكون حال من حاربها وضايق زوار الامام الحسين عليه السلام، ألم يقرؤا التاريخ البعيد منه والقريب، وآخره ما حصل مع النظام العفلقي الصدامي، هذا النظام حارب زوار الإمام الحسين عليه السلام بوسائله الإجرامية التعسفية ومارس الظلم والجور بحقهم، لكن نهايته كانت السقوط والخذلان، اما الزيارة فهي تتوسع وتتطور على الدوام، (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ).

في (مجتمع الأربعينية) الإمام الحسين يجمعنا ويوحدنا، والإمام المهدي يقودنا ويوجهنا، وليكن هذا إنموذجاً إسلامياً نقدمه للعالم؛ لبناء الإنسان الحضاري المجسِد للتعايش السلمي، والمحب للعدل والتسامح قولاً وفعلاً. ولنعمل على توسيعه جغرافياً، واستمراره على مدار السنة. والله الموفق والمعين.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اصحاب الحسين وأنصاره واتباعه وشيعته ومحبيه إلى يوم الدين.