الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

الزيارة الاربعينية بعيون تخصصية. !

منذ سنة واحدة
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

 

د. محمد ابو النواعير. ||

 

انا رجل درست وتخصصت في النظرية السياسية، بمنهج وادوات المدرسة السلوكية، وكلا التخصصين معنيان بتحليل الفكرة السياسية، وتحليل الفعل والسلوك الاجتماعي السياسي الناتج عنها، وتداعياته الاعلامية.

ومن خلال هذين المنهجين، إذا اردنا ان نحلل الزيارة الاربعينية، وما تنتجه وتحققه في العقيدة الشيعية (سياسيا، اعلاميا وعقائديا)، سنكتشف ان هذه الممارسة قد تحولت الى ظاهرة تلفت انظار الوعي البشري (بشقيه الشعبوي والنخبوي)، نحو القضية الشيعية، ومظلومية هذا المذهب، خلال اكثر من ١٣٥٠ عاما.

كل الاكاذيب التي نسجت حول المذهب الشيعي خلال التاريخ، كل التسقيط والحرب والقتل والاعدامات والابادات والتفجيرات، التي عمدت قوى الشر، تسليطها على هذا المذهب، خلال مئات السنين، متعذرين باكاذيب وتبريرات سياسية وعقائدية مسنودة بشيطانية دولية، كل تلك، تم تكسيرها وتذويبها وتحطيمها من خلال ظاهرة الزيارة الاربعينية، حتى تحول الشيعة، وتحول المذهب الاسلامي الشيعي، الى قوة وجودية فرضت احترامها على الوجود البشري السياسي والعقائدي والاعلامي.

اذا اردنا ان نسأل، ما هي المادة التي حققت هذا النجاح الاعلامي والعقائدي والذي قاد لنجاح اعلامي توعوي في الزيارة الاربعينية؟

الجواب هو: اصغر وحدة بشرية فيه، وهو الزائر. !

  • المعنى:

ان المادة الاساسية التي خلصت الشيعة من هذا الظلم الاسلامي والعقائدي والاعلامي التاريخي، هو زائر الاربعين. !

اي ان زائر الاربعين قد كان الاساس في التاسيس لرفع المظلومية عن الشيعة، والتعريف بهم وبقضيتهم.

  • المعنى مرة أخرى :

ان الشيعة انتقلوا من الضعف الى القوة، من المظلومية، الى المقبولية، من العداء الجاهلي لهم، الى التقبل والتفاعل الايجابي معهم، من الاقصاء السياسي، الى الوجود بل القيادة السياسية.

كل ذلك تحقق بفضل تلك الماكنة الاعلامية الجبارة التي اسمها زيارة الاربعين، والتي اتفقنا على ان مادتها الاساسية هو الزائر.

  • النتيجة:

لو اعطينا لكل الزوار اموالا، لتفضلهم بصناعة هذه الظاهرة التي اعادت احياء التشيع وزراعة القوة والمنعة فيه، لكان قليلا في حقهم.

ردا على الاصوات النشاز والنكرة، التي تتحدث عن ان زائري الاربعينية (والاجانب منهم بالاخص)، يكلفون العراق مصاريف كثيرة، ويشكلون عبئا اقتصاديا كبيرا، اقول لهم، لو كان باليد، لتكفلنا بكل مصاريف الزائرين، ولأعطيناهم فوقها الاموال والعطايا، فقط من اجل ان يشاركوا في هذه المناسبة العظيمة، لما تحقق من نصر وتعريف كبيرين بهذا المذهب، على ايديهم.

هلا بزوار ابو علي.