الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024
الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

الشيخ محمد رضا الساعدي ||

عند ملاحظتي للإعلام بصورة عامة و لوسائل التواصل الاجتماعي بصورة خاصة وجدت لغطا كبيرا وفتنة وشبهات ترمي رجال الدين بشتى التهم وتتهمهم بالفساد أو التقصير أو التخلف الخ بسبب ممارسات يقوم بها بعض من ينتمي لهم او ينتحل لبس زيهم .
وهنا لدى عند ملاحظات قد يزعج منه بعض ولكن الحق أحق أن يقال .
الاولى : ان رجل الدين المعمم كأي انسان لديه رغبات وشهوات ومتطلبات …الخ ، فهو قد يخطأ وقد يصيب ولا يدعي العصمة أو القداسة المطلقة علما او عملا -ومن ادعاها فهو كاذب – وإنما يسعى بحكم قربة من الأماكن المقدسة ودراسته للكتاب والسنة أن يكون أقرب للتقوى. فإذا صدر منه ذنب أو خطأ لا يعني أنه كفر وفسد ولا توبة له ولا سبيل لعدالته…!!! اذ قد يصدر منه الحسد أو الغيبة أو غيرها من المحرمات ولكن المهم أن يرجع ويتوب وينزه نفسه .
الثانية : أن أكثر رجال الدين خصوصا الملتزمين بالدرس الحوزوي هم يعيشون بخط الفقر أو بمستوى عامة الناس لأن دخل راتب الحوزة لا يتجاوز في أعلى درجاته ٧٠٠ الف دينار وقد يكون ٣٠٠ الف للمبتدئ أو لمن لم يمتحن الامتحان المركزي فلا ينبغي بل من الظلم اتهامهم جميعا بالبذخ والترف المادي … قياسا بفئة قليلة نسبيا قد يكون لها مصدر مالي آخر كان يكون أهله أغنياء أو هو غني كما لو كان لديه مشاريع قبل دخول الحوزة أو هو خطيب مشهور أو لديه راتب تقاعد أو لديه راتب سجين سياسي أو غير ذلك.
الثالثة : أن رجل الدين طبقا لموازين الحوزة هو من يستمر بالدرس أو التدريس أو التبليغ بإذن الحوزة فهو منتمي حقيقة اما من امتهن السياسة أو التعين في الوزارات أو البرلمان او غيرها من الوظائف فهو ليس من الحوزة بالمعنى الدقيق وان سمي شيخا أو بقى يرتدي العمامة؛ لأن الحوزة لا تجيز ذلك عادة وتقطع راتب من تركها وتعين وبالتالي لا تتحمل مسؤولية أخطائه أو سرقاته فإن ركب التاهوات أو الجكسارات أو غيرها بمواكب يتعدى سعرها ٥ مليون دولار  فهو شأنه لا شأن الحوزة فيه .
الرابعة : أن هناك نظاما أو اتكيت في الحوزة تربينا عليه وهو ترك الشبهات فضلا عن المحرمات كعدم الاكل أو الشرب في الشارع العام أو عدم لبس السروال والفانيلة في الشارع أو أمام الناس وعدم لبس الملابس الضيقة أو التي بفصال معين بل نحن نحاسب حتى عن لون الصاية أو العباية أو المداس (الحذاء) فضلا عن غيرها وان الشاذ منا ينبذ بلا ريب أو يوضع عليه علامة استفهام ويحاسب .
الخامس: أن عندنا اعتقادا سائدا أن من يسيء للحوزة التي هي حوزة الإمام الصادق عليه السلام فهو يحاسب من أمام الزمان عليه السلام وهو كفيل بإبعاد أو خزيه… وهذا لا يعني أن لا رقابة داخلية بل الرقابة صارمة وتدخل في خصوصيات الطالب كما أشرت كلبسه ولبس زوجته أو لبس بناته ووو .
السادس : اذا صدر من المعمم او الخطيب او الكاتب ما يسي للحوزة أو لرجل الدين فلا يجوز  التعميم لكل رجال الدين أو للمراجع لأن  من يرتدي الزي الديني على صنفين ، صنف ملتزم بالدوام والتواصل مع المؤسسة الدينية وهو معروف ومعرف لدى الحوزة وعلمائها واساتذتها وطلابها … وصنف قد ارتدى الزي خارج اطار الحوزة او كان في الحوزة وتركها للسياسة او للوظيفة او لامر اخر ولكنه مازال مرتديا لها رغم ذلك . وهذا الصنف غير منتمي للحوزة حقيقة وما يصدر منه فهو يتحمل مسؤوليته كما أشرت… وأما المنتمي فإن نظام الحوزة يراقبه ويرصده ويضع عليه علامات استفهام وقد يحاسبه.
اما تعميم الخطا الصادر من شخص على كل الصنف خطا فادح وظاهرة مرفوضة قرآنيا فلا تزروا وازرة وزر اخرى … فاذا حصل خطا من رجل دين فليس كل رجال الدين كذلك .
السابعة : ينبغي ان يكون النقد الصادر تجاه الآخرين رجال دين أو غيرهم… موضوعيا وصادقا وبناءا والا فهو حرام وهتك وسخرية وغيبة … وكلها عناوين محرمة توجب دخول النار اذا لم يتب صاحبها .
الثامنة : أن هناك هجمة على المذهب الشيعي هدفها اضعافه وارضاغه وتشويهه… من خلال عزل الناس عن الحوزة وعلمائها وطلابها من خلال قضية الإلحاد أو عدم التقليد وعدم مشروعية الخمس وان لا ولاية للفقيه وان الحوزة سبب التخلف وووو فينبغي الإلتفات لذلك. والهدف.. اضلال الناس وجعلهم في مهب الشهوات.
التاسعة : أن الحوزة بالرغم من قلة طلابها وإمكانياتها الا انها تمارس أدوارها في الإصلاح وفي نشر الشريعة وفي مساعدة الفقراء وعوائل الشهداء وحل الأزمات الكبرى والإرشاد والتصدي للشبهات وأحياء معالم الدين و وو، نعم لا يخفى وجود قصور او تقصير في طلابها في مجال الإصلاح و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
العاشرة : أن الجميع مكلف بإصلاح نفسه وإصلاح آخرته ولو إنتبه كل منا لعيوبه وانشغل عن غيره لصلحنا جميعا ولكن للأسف نرى القشاية في عين غيرنا ولا نرى الجذع في عيوننا.. فالنبدا بأنفسنا ونعمل لاخرتنا ولا نسخر من الآخرين ونتعاون جميعا على الصلاح والإصلاح والبر والتقوى.
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.