الحسين حب وتضحية وعدالة للحياة والإنسان
مهدي المولى || |
أي نظرة موضوعية لهذا الحب والتضحية والخدمة التي يقدمها محبي الحسين وعشاقه لا يمكن للعقل ان يستوعبها وحتى أن يتخيلها فهذه المحبة وهذا العشق رفعت المحب والعاشق الى مستوى الإنسان الى مستوى الحسين حيث أصبح حبه وتضحيته وخدمته للحياة والإنسان بغض النظر عن معتقده عن رأيه ووجهة نظره فالأمام الحسين لم يطلب من الناس سوى أن يكونوا أحرار ( كونوا أحرار في دنياكم ) لأنه على يقين إن الإنسان الحر مهما كان معتقده رأيه فأنه محب للحياة والإنسان ومضحيا ومصلحا لهما على خلاف العبد الذي يكون مخربا ومفسدا وقاتلا للحياة والإنسان لان العبد دون الحيوان منزلة حتى أصبح العبد والعبودية وباء يشكل خطرا على الحياة والإنسان من هذا المنطلق إن انطلق في دعوته الى الحرية فالحرية هي التي تمنح الإنسان إنسانيته على خلاف العبودية التي تمسخ إنسانية الإنسان وتحوله الى دون الحيوان منزلة بل تحوله الى وباء من أشد الأوبئة خطرا على الحياة والإنسان فهذه الملايين الزاحفة الى الحسين وهي تصرخ لبيك يا حسين لم تخرج خوفا من جهة ولا مجاملة لجهة ولا رغبة في مال او نفوذ بل خرجت مضحية بوقتها بصحتها بمالها طوعا وبرغبة لا حدود لها ولا شروط سوى حب الحسين والتمسك بصرخته التي قال فيها ( كونوا أحرارا في دنياكم) خرجت صارخة لبيك يا حسين لبيك يا حسين خرجت الملايين زاحفة الى الحسين وقد تخلت عن أي مصلحة شخصية او منفعة ذاتية لا تريد ولا ترغب إلا حب الحسين أي حب الحياة والإنسان حقا إن الإنسان الذي يسير في طريق الحسين ويصرخ صرخته يتخلص من كل الشوائب والأدران والسلبيات الحيوانية الوحشية وتزرع فيه القيم الإنسانية والحضارية فنرى أكثر من 21 مليون إنسان من مختلف دول العالم من أقوام وشعوب ولغات مختلفة ينامون ويأكلون ويشربون ويمشون مجانا حتى تبقى محتارا كيف استوعبت أرض كربلاء هذه الأعداد الهائلة من أين أتى بهذا الطعام والشراب والمنام وبدون حدود ولا شروط يأكلون ويشربون ما يحلوا لهم وما يرغبون حتى أصبح العراق كله سفرة ربانية من الفاو الى زاخو لا شك هناك سر وسر غريب ربما نعجز عن فهمه الآن وربما نفهمه في المستقبل إنه سر رباني والأغرب من ذلك رغم الأعداد الكبيرة من البشر والتي جمعت الفقير والغني والقوي والضعيف والحاكم والمحكوم والأسود والأبيض والأشقر لكنهم في حب الحسين متساويين متوحدين لا اختلاف بينهم بل ترى الغني في خدمة الفقير والقوي في خدمة الضعيف والحاكم في خدمة المحكوم رغم هذه الأعداد الهائلة التي بلغت أكثر من 21 مليون إنسان ورغم الاختلاف في المستويات الاجتماعية والثقافية والتي أتت زاحفة الى كربلاء لم تحدث أي حالة سلبية أو تنافر او خلاف بين هذا وذاك على خلاف ما يجري في بلدان مختلفة التي تجري فيها تجمعات لا يزيد على مليون او أكثر تحدث حالات سلبية مثل السرقة النصب والاحتيال والتحرش والتجاوز على الآخرين أما في كربلاء لم يحدث أي من كل ذلك لان كربلاء تحولت الى جنة الله في زيارة الأربعين لأن الحسين أصبح وطن الإنسان لان كربلاء أصبحت جنة الله وكل من يدخلها يرتفع الى مستوى الإنسان ويتخلى عن مستوى الحيوان مستوى العبودية قيل ان مجموعة من أهل الصين شاركوا في موكب في كربلاء فقالوا لهم لماذا تشاركوا في موكب عزاء الحسين وانتم غير مسلمين فكان الجواب الحسين إنسان محب للحياة والإنسان ونحن من محبي الحياة والإنسان لهذا أحب الحسين كل إنسان حر محب للحياة والإنسان وكرهه كل حيوان عبد ضد الحياة والإنسان |