طريق الموت.. يزهر
ملك الإمارة ||
عزيزي القارئ اتعلم ماهو طريق الحسين عليه السّلام؟
ماهي التضحيات التي أعطاها أبناء الخط الشيعي.. لتصل إلى ضريح ابا عبد الله عليه السلام ؟
اتعلم كم كف سقطت ليزهر طريق بغداد _كربلاء؟؟
تعال احدثك اليوم عن ماجرى وكيف تمت إعادته للحياة.
كان والدي رحمه الله سائق عربة حمل.. يتنقل بها بين المحافظات .. وكان هو المعيل الوحيد للعائلة .
في ليلة من الليالي من عام ٢٠٠٨ .. كنت استمع لوالدي وهو يحدث عزيزته .. أنه سيذهب إلى كربلاء لنقل بضاعة ما .. ويوصيها بنا لانه كان يقول إن القاعدة كانت مسيطرة عليها .. وأنهم كانوا يقتلون على الهوية الطائفية ( اذا كنت شيعي فلن يجد اهلك لك قطعة واحدة تدفن) ..
كان يوما عصيبا علينا خرج والدي في الساعة ٥ والنصف صباحا .. ودعته بكلمات ( بحفظ الله واهل بيته) .. وكالعادة العراقية رمت بعده الماء لكي يعود بالسلامة .. وعادت بعدها لفراشها .. أنا واثقة أنها لم تنم بعده .
عاد ابي ريم النهار ..ولكنه كان منهك .. وأولى كلماته بعد العودة ( فدوات لابا عبد الله الي طلعني من بين أيديهم) ..
تحدث لنا بعد أن أخذ قسطا من الراحه .. أن مجموعة من الميليشيات المنفلتة في تلك المنطقة بين كربلاء وبغداد .. حاولت تسليب البضاعة وقتله.. كانوا يتحدثون اللهجة العراقية الصريحة .. لكنها لكنه المنطقة الغربية .. ابي كان متقننا لها لانه كان في فترة التجنيد الإلزامي آنذاك ..
يمارس عمله في مناطقهم.. وله اصدقاء منهم ..
المهم أنه تحايل عليهم بها واخبرهم أنه من عشيرة سنية ..
اتعلم مدى القلق الذي عشناه في ذلك اليوم ؟
هذا ماعاشه آلاف العراقيين .. في تلك الأعوام .
وبعد دخول داعش بدا أبناء المقاومة الإسلامية بالتحرك نحو تلك الجحور.. للسيطرة عليها وفتحها أمام الزائرين .
محمد احد ابناء إخوة زينب الذين قاتلوا فيها .. يقول دخلنا احد جحور جرذانها تحت الارض .. فوجدنا أنهم عائلة كاملة .. حتى الطفل ذو ٦ سنوات .. يرتب رايات داعش بعد أن يرسم عليها والداه ..
تخيل عزيزي ماهي العقيدة التي يعلمونهم إياها ؟
شاركت القوات الأمنية والحشد الشعبي بعمليات التفتيش المستمر.. وأدت العمليات الاستخباراتية إلى تحطيم أوكار جرذان الإرهاب في تلك المنطقة..
من المقدر ان الاعداد شبه الرسمية للمعتقلين من أبناء المنطقة .. الذين كانوا يعملون مع داعش .. ومتهمين بقتل العشرات من أبناء الشيعة… يصل إلى حوالي ١٠ آلاف معتقل .. بينهم الامراء والصبية وغيرهم .
بعد أيام أعلنت الفتوى ودخلت قوات الحشد الشعبي .. فجرت معارك عدة في هذه المنطقة ..
أعطى الحشد الشعبي آلاف الشهداء والجرحى ..
وبعد السيطرة عليها من قبل القوات العراقية النظامية .. اعتبر الاحتلال الامريكي أنهم ميليشيات ومنطقة خطرة عليهم .. فبدأ الجيش الأمريكي بشن هجمات بطائراتهم .. وأدى إلى سقوط شهداء عدة ..
بحسب الاحصائيات أنه مايقارب ٨ آلاف بين جريح وشهيد في هذه المنطقة تحديدا ..منهم من فقد بصره واحد أطرافه ..
١٠ آلاف عائلة بلا معيل بسبب ما يسمونهم شركاء الوطن ..
اتتصور عزيزي القارئ أنه بعد هذه التضحيات .. سنتخلى عن هذه الارض؟
أو نتركها لمن يتعاهرون فيها في سبيل المصالح السياسية؟
واهم من يتخيل لطرفة عين أننا سنتركها لكم يا احفاد يزيد.