الاثنين - 14 اكتوبر 2024
منذ سنة واحدة
الاثنين - 14 اكتوبر 2024

 

خالد غانم الطائي ||

 

جمعني لقاء حسينيٌ عابقٌ بعطر الولاية لآل البيت الاطهار مع فضيلة الشيخ قيس المسعودي للوقوف على شيء من ثمرات زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) غير تحصيل الثواب ومواساة آل البيت(عليهم السلام) بالمصاب الجلل وقد خرجنا سويةً بالنقاط الاتية:-

1-الجانب الاجتماعي: نشر ثقافة التألف والاخوة وتوطين وارساء الصداقات والعلاقات بين الجيران وبين سكان المحلة الواحدة وسكان المحافظة سكان المحافظات الاخرى وبين ابناء البلد الواحد والوافدين لكربلاء من خارج القطر مما يزيد في تماسك نسيج العلاقات واللحمة الاجتماعية وذوبان الفوارق الطبقية او تقاربها في المجتمع مما يلقي بضلاله ايجاباً على عموم الناس فحتى (النصارى والصابئة)قد شاركوا في اقامة الشعائر الحسينية وكما ورد عن امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) (الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) والامام الحسين(عليه السلام) للأنساية كلها فالحسين بمثابة آصرة ربط بين الناس عموماً.وقد ورد عن رسول الله الاكرم الانور الاقدس(صلى الله عليه واله) قوله: (لاتؤمنوا حتى تحابوا الا ادلكم على شيء ان فعلتموه تحاببتم:افشوا السلام واطعمو الطعام).

2الجانب الخلقي:-تعزيز صفة الكرم والايثار والبذل والعطاء والصبر على تحمل المصاعب والمشاق والتواضع من جهة الخادم في المواكب والماشي فالخادم متواضع بخدمته للسائرين والماشي يسير جنباً الى جنب مع الفقراء تاركاً سيارته الفارهه وبروز حالة الشفافية والتسامح واللين بين الزوار واصحاب المواكب والجهات الحكومية عامةً وتعزيز صفة الارادة والاصرار في النفس على بلوغ الهدف المنشود على نيل الغرض لملاقاة المحبوب فالماشي من مدينة البصرة يصبر قرابة15 يوماً كي يصل الى الامام الحسين(عليه السلام) وكذلك تأصيل هوية الموالين لآل البيت(عليهم السلام).

3-الجانب السياسي:- ان المسيرة ردٌ عملي على السياسيين المخادعين بان الدين يجمع الناس وسياستهم تفرقهم وطابع الزيارة ديني بلا شك وان الموالين مسالمون لا ارهابيون كما يشيع عنهم اعداؤهم.

4-الجانب الروحي:- ابقاء جذوة الدين مشتعلة في القلوب ,فالقلوب يصيبها الفتور بين حين وآخر,وقد يصيب الامة سباتٌ فتحتاج الامة الى صعقة توقظها منها , فذكرى استشهاد الامام الحسين(عليه السلام) هو الصعقة الكبرى التي اعادت وتعيد الفواق والحيوية الى الامة, ومراسيم الاربعين من اعظم المحفزات التي تحتاجها الامة هذا وان حب و مودة آل البيت(عليهم السلام) هي اكبر عامل مؤثر للذوبان الروحي بين الناس هذا وان خدام الامام الحسين(عليه السلام) يجدون السعادة في خدمتهم لزوار الامام رغم ان الذكرى حزينة ويرون في ذلك وفاء بنزر يسير للقضية الحسينية التي كانت سبباً اساساً لبقاء الاسلام ولولاها لكان الاسلام قد قضى بعد الانحراف الاموي الذي نشر سمومه الفكرية والخلقية في كيان الامة الاسلامية.

5-الجانب المادي: في المسيرة المليونية تبرز رياضة المشي وهي احد الرياضات بلا خلاف التي ينصح بها الاطباء مع وجود محطات استراحة للزائر متمثلة بالمواكب والبيوت يستريح بها الماشي قدر ما يشاء ثم يواصل المسيرة.وكذلك تفجير الطاقات وتطوير الامكانات وكل ما من شانه تسهيل وتذليل العقبات التي تبرز عند اكتظاظ الناس وتجمعهم في بقعة ما وكما قيل (الحاجة ام الاختراع) ومن جميع النواحي كالاتصلات وطرق المواصلات والخدمات الطبية وآلية النظافة والسكن وما الى ذلك.

6-الجانب العلمي: متمثلاً بطلب العلم والتباحث مع الاقران والسائرين معاً في الامور الدينية اثناء المسيرة مع وجود محطات استفتاء على طول الطريق فاذا سال في كل محطة سؤالاً او اكثر فكم ستزيد من حصيلة معلومات الزائر الماشي.

7-الجانب الاعلامي:ان مسيرة اربعينية الامام الحسين(عليه السلام) مائدة دسمة لوسائل الاعلام المختلفة وإيصال رسالة الى العالم اجمع عن مظلومية آل البيت(عليهم الصلاة والسلام).