الأحد - 06 اكتوبر 2024

من جرف النصر لكربلاء الظفر ..طريقك آمن يزاير ..!

منذ سنة واحدة
الأحد - 06 اكتوبر 2024

إنتصار الماهود ||

 

”وينك يمة بعد كافي ما بيه أدفن ذول النكسين بگاعنا، لا تذبح اليوم خل نرتاح آني والبنوات، بس الظهر انت أخذت 7 منهم، باچر نكمل ع الموجودين الي جبتهم اليوم“.

هل صدمك هذا الحوار مثلما صدمني ؟ ، أتعرف ما هذا الكلام؟  إنه حديث بين أم  و إبنها في عام 2007 تحديدا، تتفاخر بأن إبنها ذبح من الشيعة الأنجاس كما تقول، الذين يرومون الذهاب لكربلاء،  لا تستغرب أرجوك لقد عشنا تلك الأيام  واقعا، هل تعرف جرف الصخر أين تقع تلك المنطقة التي بثت الرعب في قلوب المواطنين لسنين بعد تغلغل تنظيم القاعدة فيها و إذكاء الفتنة الطائفية،  ثم تسليم الراية لداعش خلفا للقاعدة، الذي عاث في الأرض فسادا حتى عام 2014؟.

جرف الصخر منطقة زراعية تقع على بعد 60 كم جنوب غرب العاصمة بغداد، ضمن حدود محافظة بابل، ولها موقع مهم يربط بين أربع محافظات هي ( بغداد، بابل، كربلاء، الانبار)،  أغلب سكانها من عشيرة واحدة هي عشيرة الجنابات، ويعملون بالزراعة كمهنة لهم، كانت المنطقة معقلا خطرا لتنظيم القاعدة، التي تنطلق منها المفخخات والأحزمة الناسفة بل وحتى الذباحون، الذين كانوا يسوقون زائري المراقد الشيعية في كربلاء والنجف لمصير مختوم بالموت ذبحا، ويدفنون في مناطق مجهولة،حاولت التنظيمات الإرهابية بكل ما أوتيت من قوة وخبث أن تسيطر على هذه الأرض التي تعتبر الخاصرة الرخوة للعاصمة والمحافظات الوسطى، تخيل أن  تنتشر  مفخخاتهم و أحزمتهم الناسفة في مدن الجنوب، وتتحول تلك المدن الآمنة العامرة بأهلها الطيبين الى مدن خربة منكوبة بسبب الإرهاب.

كانت القوى الأمنية  ومنذ سيطرة تنظيم القاعدة وحتى ساعة تحريرها بصورة كاملة، في كر وفر مع خفافيش الظلام، فلهم خلايا نائمة ولهم حواضن تأويهم، ولا يستطيع طيران الجيش العراقي بالتحليق فوق سمائها لمتشيطها بأمر من قوات التحالف ولا نعرف ليومنا هذا ما السبب!!!  ، فطبيعة تلك المنطقة لم يكن سهلا من الناحية الجغرافية  ولا تصلح أرضها سوى لقتال الشوارع،  وهذه كانت آخر  خطة لدى القوات الأمنية وفصائل المقاومة، التي ساندت القوات وكان لها المحور الأساس لإقتحام وتطهير المنطقة حيث تولت محاور ( الفارسية،  السعيدات،  الحامية، العويسات، البحيرات، وأصعبها صنيديج). والتي لم تسلم أرضا محروقة كما هو حال الكثير من المناطق التي  تأوي الإرهاب وتبث الرعب.

تعالت الأصوات النشاز كالعادة ضد العمليات العسكرية في تلك المنطقة ومن يقودها، بحجة أنهم  يحرقون الارض ويجرفون البساتين ويضطهدون الأبرياء ويغيبونهم، ولا يزال مصير المئات مجهولا ولا تسمح الحكومة، بعودة العوائل النازحة الى مناطق سكناهم، رغم مرور اكثر من 9 سنوات على تحريرها.

لا أعلم لم خطرت في ذهني قصة قضاء الدجيل وكيف جرف صدام حسين بساتينها، و أحرقها بسبب عملية إغتيال فاشلة وكانه محصن بحصن الجان والشيطان،  وتحولت الدجيل لسنوات مدينة خاوية بسبب الطاغية، أما جرف الصخر فيجب أن يعود سكانها رغم تسبب الكثير منهم،  وضلوعهم بالعمليات الإرهابية  التي إستهدفت الأبرياء.

لا عليكم أنسوا أمر الدجيل، ولنكمل قصة جرف الصخر والتي سنسميها لاحقا جرف النصر،  نعم  أين كنا؟؟  كنا نتحدث عن المغيبين، ولا تضنوا أن الحكومات المتعاقبة لم تحل مسألة عودة النازحين إليها، لكن كانت هنالك دوما صعوبات تواجه الحكومة في بغداد للبت بهذا القرار وهي عدة عوامل:

1. لا يوجد تدقيق أمني سليم للعوائل النازحة و لا يمكن إرجاع أي  عائلة دون تدقيق شامل وخلو سجلها من الإرهاب.

2. لازالت تلك الأرض  تنطلق منها بين الحين والآخر عمليات إرهابية وهذا يؤكد وجود حواضن فيها لازالت موجودة.

3. عدم جدية الساسة الذين يمثلون سكان هذه  المنطقة  للحوار وحل مشكلات أهلهم رغم تعالي أصواتهم بالمظلومية، لكن هل يجب على المظلوم أن ينحاز للباطل ويترك طريق الحق؟

لا أعرف ما هو السبب الذي يجعل ساسة أنفسنا يرفضون تواجد الأمنية والحشد الشعبي الماسكين للأرض، ما الضرر في وجود قوات حكومية نظامية تحميهم وتحمينا من خطر الإرهاب والمفخخات وتمنع عودتنا للمربع إلى المربع الأول  ، الا ترون كيف تحولت جرف الصخر  الى جرف النصر؟ أصبحت منطقة آمنة وخالية من تلك الجيوب المسمومة التي كانت تعشعش فيها، ألا ترون ما تقدمه الحكومات الشيعية من خدمات لهذه المنطقة،  كيف أصبح المواطن والمسافر يمر بتلك المنطقة وهو آمن على حياته،  هل تعتقدون إننا سنسلمها هكذا ليعود كل شيء لعام 2007، كلا أنتم  واهمون جدا جدا،  بعد أن قدمنا الشهداء والجرحى لن يعود الحال كما كان لن تعود لتلك الحقبة السوداء أبدا،  فلا عودة للإرهابين ومن ساعد الإرهاب مهما كانت صفتهم.

أها نسيت ” لاتخاف بعد  يزاير طريقك بجرف النصر أمن وأمان بزود الأبطال الي أمنوا طريقك لسيد الشهداء  الحسين عليه السلام  ليل ونهار “.