الاعجوبة الثامنة !!!
خالد غانم الطائي ||
****
اعجوبة ثامنة تتعاظم وتشمخ عاماً بعد عام الى جانب عجائب الدنيا السبع اللواتي ابهرت الانسان واثارت عجبه وقد تقزمت هذه العجائب وتصاغرت عند الاعجوبه الثامنة وقد تلاشى بعضها واختفى بتقادم الايام ومضي الحقب والاعوام..اعجوبة ثامنة خالدة تلك هي مسيرة ذكرى اربعينية الامام الحسين(عليه السلام) نحو كربلاء البطولة والصمود وكعبة القيم والاحرار وأم الثورات ضد الظلم والطغيان والعتو والجبروت..
كربلاء وماادراك ما كربلاء.!!!.مدرسة الثوار والعاشقين ونبض الضمير الانساني..صدرت الدعوة لتلك المسيرة المليونية مكتوبة بقلم الهيام ومداد السمو على ورق الطهر مؤطرة بإطار العشق حملتها رياح المودة لتقطع بها المسافات وتجتاز الحدود والبلدان والامصار والاقاليم والقارات لتنشر شذاها على الموالين والمتحررين وتصل الى قلوبهم..فقد ذابت الاعراق والجنسيات والالوان والاجناس والالسن والفئات العمرية كافة(اطفال,شباب,نساء,رجال,كهول.)..
نعم لقد ذابت في بودقة الحب وهتفت عالياً(لبيك ياحــسين).. أذ لبوا تلك الدعوة الفواحة بعطر الولاية والسلام..تلك الجموع المليونية الزاحفة من كل حدب وصوب ومن اتجاهات الارض كلها تردد قلوبهم قبل إلسنتهم ترانيم وتراتيل الوجد والولاء للمولى ابي عبد الله الحسين(صلوات ربي عليه) فقد ذابوا فيه ذوباناً روحياً..
انها مسيرة لا نظير ولاشبيه اذا لم يعرف التاريخ البشري لها مثيلاً.. لا..ولن يعرف..ومع هذه المسيرة الكبرى امتدت اطول مائدة(للطعام والشراب) في العالم تقاس بمئات الكيلو مترات..وأعٌد للزوار كل مايحتاجون اليه مع التفاني في خدمتهم..خطوات الزوار ويالها من خطوات وهي تقصد سيد شباب اهل الجنة(الحسين الشهيد,الغريب,الضامئ,السليب,المذبوح من القفا,المخضب بالدماء,المرضوض بسنابك الخيل..ال..ال..) لتجديد البيعة له ولآل البيت الاطهار(عليهم الصلاة والسلام) والسير على نهجهم الشريف ولتقديم العزاء لصاحب العصر والزمان(روحي له الفداء) بهذه الذكرى الاليمة فهي جرح الزمان النازف منذ سنة61 هـ وإلى الان بل ما امتد الليل والنهار ولأستذكار تضحيات الامام الحسين(عليه السلام) في سبيل الله_تبارك اسمه_
*فالأسلام محمدي الوجود,,حسيني البقاء * ولا شك بان الله يغشي زوار الامام بالرحمة(…وجوارح سعت الى اوطان تعبدك طائعة)(1) وهم يجعلون نصب اعينهم الاقتداء بالنبي الاقدس الانور الاشرف وآله الاطهار والعمل بتعاليمهم والتأدب بإدبهم والتخلق بأخلاقهم وأستلهام العبرة من نهضة الامام الحسين مع جريان العبرة عليه والأنشغال بذكر الله في مسيرتهم العظمى والتحلي بألأخلاص في خطواتهم وحركاتهم وأقوالهم وسكناتهم..
وألى الله السميع العليم نرفع اكف الدعاء والضراعة ان يحفظ الزوار ويتقبل زيارتهم ويجزيهم افضل الجزاء لأحياء هذه الشعيرة المباركة وان يرد كيد اعدائهم الى نحورهم وان يحشرهم مع النبي وآل بيته المعصومين الميامين فـ (المرء مع من أحب) وختامه مسك(يوم ندعو كل اناس بإمامهم…) سورة الاسراء الاية 71.