الثورة الحسينية تقويض لمشروع الفساد
علي التميمي ||
لقد ايقن سيد الشهداء عليه السلام ان القضية الاسلامية لا يمكن ان تنتصر إلا بفخامة ما يقدمه من التضحيات، فصمم بعزم وإيمان على تقديم أروع التضحيات، فقدم نفسه وأراق دمه الطاهر من أجل ان ترتفع راية الحق، وتعلو كلمة الله في الارض، كما وأقدم ابو الشهداء عليه السلام على أعظم تضحية، لم يقدمها اي مصلح اجتماعي في الارض، فقد قدم ابناءه وأهل بيته وأصحابه فداء لما يرتئيه ضميره من تعميم العدل، وإشاعة الحق والخير بين الناس .
ضحى بأبنائه وأخوته واصحابه عليهم السلام، فكان يشاهد هؤلاء الصفوة الذين هم أنبل من عرفتهم الانسانية، في ولائهم للحق، وهم يتسابقون الى المنية بين يديه، ويرى الكواكب من اهل بيته وأبنائه وهم في غضارة العمر وريعان الشباب، وقد تناهبت اشلائهم السيوف والرماح، واهتزت الدنيا من هول هذه التضحية التي تمثل شرف العقيدة، وسمو القصد وعظمة المبادئ التي ناضل من اجلها، وهي من دون شك ستبقى قائمة على مر القرون والاجيال تضيء للناس الطريق، وتمدهم بأروع الدروس عن التضحية في سبيل الحق والواجب .
حمل الامام الحسين عليه السلام أخواته وبناته وتعريضهن للأذى، كان ضمن تلك الامور التي ضحى بها الامام الحسين عليه السلام في سبيل الله وإعلاء لمبادئه، وكان حمله لعقائل النبوة ومخدرات الرسالة الى كربلاء، من اروع ما خططه الامام عليه السلام في ثورته الكبرى، وهو يعلم ما سيجري عليهن من النكبات والخطوب، وقد اعلن ذلك حينما واجه معارضة البعض من اصحابه، لكنه رد عليهم بقوله (قد شاء الله ان يراهن سبايا )، لقد اراد عليه السلام بذلك ان يستكمل أداء رسالته الخالدة، في تحرير الامة وإنقاذها من الاستعباد الاموي .
لقد حطم الامام عليه السلام بخروجه بعائلته جميع مخططات السياسة الاموية، ونسف جميع ما أقامه معاوية من معالم الظلم، فقد قامت عقائل الوحي بدور فعال ببث الوعي الاجتماعي، وتعريف المجتمع بواقع الامويين وتجريدهم من الاطار الديني، ولولاهن لأندثرت معالم ثورة الحسين(ع) وذهبت ادراج الرياح، كذلك فان من اهم اسباب استمرار خلود مأساة الامام الحسين عليه السلام، هو حمل ودائع الرسالة مع الامام، فقد قمن بدور مشرف في بلورة الرأي العام، فحملن راية الايمان التي حملها سيد الشهداء، ونشرن مبادئه العليا التي استشهد من أجلها .