ليمن/الأمريكان ومناورات إحلال السلام.. وعسكرتها للسواحل والبحار!!
عبدالجبار الغراب ||
تماشت وبإستمرار في إتخاذها للأساليب القذرة ، وسارت وبمختلف الأشكال في إيجادها للبدائل الخبيثة ، وإصرت في رسمها لسيناريوهات عديدة لتعويض خسارتها العسكرية ، وأستمرت في بنائها لمخططاتها الكارثية ، وضعت كافة إحتمالاتها لعرقلة كل المساعي لإحلال السلام في اليمن ، وأدعت بالكلام وبمختلف وسائل الإعلام أنها مع وقف العدوان ، وفرضت على حلفائها وشركائها المشي ورائها والتقيد بكل إملاءاتها : هكذا هم الأمريكان وبإستمرار لهم اهدافهم التي وضعوها والتي من أجلها شنوا عدوانهم على اليمن أملأ في تحقيقها ، فعجزوا عن ذلك وبقوة السلاح ولتسعة أعوام ، ولهذا فهم وبمختلف الطرق والأساليب أظهروا العداء ، وأفشلوا العديد من محاولات السلام ، وذلك من خلال إتخاذهم وصناعتهم لمختلف العراقيل التي من شأنها تضع اليمن واليمنيون بعيدآ عن البعد لإعادة بناء دولتهم بعد كل هذا الدمار والأوضاع الصعبة والمأساوية التي تعرض لها اليمنيون جراء عدوان كوني غاشم فشلوا وعلى مدار تسعة أعوام في تحقيق اهدافهم التي رسموها وتحقيق أحلامهم التي خططوا لأجلها.
الا ان الأمريكان وبالوقائع والمعطيات الموجودة الآن نجحوا من خلال قذراتهم في إتخاذهم للأساليب الخبيثة في وضعهم للإنسان اليمني كأداة ورهينه وابتزاز لتحقيق مكاسب أو إنتصار وذلك بفرضهم الحصار الجائر ومن كل الجهات والجوانب ، وفي قطعهم لمرتبات الموظفين والذين كانوا وفي كل المحافظات وبدون إستثناء يستلمون مرتباتهم أثناء وجود البنك المركزي بصنعاء وتحت سلطة القيادة في صنعاء ، وبسحبهم ونقلهم للبنك المركزي من صنعاء الى عدن وتعهدهم وأمام العالم أجمع وفي مبنى الأمم المتحدة وبحضور المرتزق هادي بصرفهم للمرتبات حال نقلهم للبنك الى عدن ، ليتم النقل ويتنصلوا عن كل التعهدات ، ليضفوا معاناة كبيرة كإسلوب وبديل عجزوا عن تحقيقه بقوة سلاحهم الفتاك والنوعي والمتطور ، ليصنعوا على إثرها كارثة إنسانية عالمية لم يشهد لها العالم مثيل في التاريخ ، لكن مادام للمعادلة العسكرية وجودها بمنعها لتصدير ونهب النفط والغاز اليمني الا بوضع الإيرادات بحساب كل اليمنيون لتسليم المرتبات لكل الموظفين في عوام اليمن ، وهنا لعودة الحقوق المنهوبة قبوله من طرف العدوان لا محاله لان الطلب عام وحق تم نهبه قبل أعوام عندما تأمر المنافقين على مرتبات كافة الموظفين بنقلهم البنك المركزي بصنعاء الى بنك عدن بالاسم فقط والبنك الاهلي السعودي بالتحديد.
ومن هنا فقد شكلت حرب اليمن وذلك الصمود التأريخي للشعب اليمني وتحقيقهم للإنتصار على قوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني أحد جوانبها التأثيرية قي تهاوي العظمة والغطرسة الأمريكية وتراجع لنفوذهم وإضعاف لقوتهم على الصعيد العالمي ، فكانت هي الدرس الذي تعلم منه الآخرين في الوقوف ضد الطغاة والمستكبرين ، فالعظمة والشموخ اليماني أضاف عزيمة وإصرار لد شعوب الدول المستضعفة في إعلانهم وخروجهم عن التبعية الأمريكية والغربية ، ليتزايد إضعاف الأمريكان وتقلص حجمهم بتصاعد الوجود الروسي وإصرارهم على عالم متعدد الأقطاب وتشكيلهم للتحالفات القوية مع معظم الدول الإقليمية ، وأيضا التمدد الصيني الكبير وبناءهم للعلاقات الاقتصادية مع اكثر من دول هامة وخاصتآ في الشرق الأوسط ، ومن جانب آخر فقد لعبت الحرب الروسية الأوكرانية وما تلاها من أحداث في معظم الدول وخصوصآ في القارة الأفريقية وخروج معظم هذه الدول عن التبعية الأمريكية والفرنسية ومدهم لبناء تعاون وعلاقات مع الجانب الروسي في زراعتها للمخاوف الأمريكية والغربية رغم كل انواع الدعم في فرضهم للعقوبات الاقتصادية وإرسلهم الكبير وبمختلف الأنواع من الأسلحة التي قدموها لاوكرانيا لعرقلة الروس ، الا انه كان لتصاعد الأحداث عالميآ يومآ بعد يوم وإبرازها لمتغيرات جديدة كلها قهقرت الأمريكان والغرب على حدآ سواء ، فأحداث دولة النيجر والغابون موخرآ وما سبقتها من أحداث في دولة مالي وبوركينا فاسو أشعلت نيران الغضب الفرنسي وضربتهم في مقتل.
وهنا وضعت الولايات المتحدة الأمريكية مختلف حساباتهامن أجل تعزيز نفوذها مجددآ وتعويض كل خسارتها وفشلها في تحقيق انتصارتها العسكرية وخاصتآ في اليمن وفشل حلفائها معها ، فالتراجع السعودي وإقرارهم بصلابة وقوة وشجاعة وشراسة اليمنيون وامتلاكهم لقوة ردع وتوازن إستراتيحي ، ومعرفتهم موخرآ بعبثية حربهم وبخسارتهم الفضيعة طيلة أعوام عدوانهم على اليمن قادتهم في وضع أملهم في تحقيق سلام مع اليمنيون ، لتدار العديد من اللقاءات بين الطرفين اليمني والسعودي كانت لوضع الهدنه بابها الأولي لإحداث تقارب يمني سعودي تعثرت مسارات إحلال السلام بتدخلات الأمريكان وفرضها الاملاءات على الجانب السعودي فالقرار السعودي هو في الأساس خاضع ومرتبط بالأمريكان فجعلت الأشواك ووضعت الأحجار في طريق الوسطاء ومنه الوسيط العماني
وبزيارته المتعددة الى العاصمة صنعاء والتي كان لوجود الطرف السعودي في صنعاء شكله الباعث بملامح إنفراج لوضع الحلول وإحلال السلام في اليمن فلعبت الوساطة العمانية دورها في التقارب اليمني السعودي والذي كان قاب قوسين او أدنى من إحداثها لإختراق كبير لتعبيد الطريق وإنهاء الصراع وإيقاف الحرب كليآ في اليمن ، هنا كان للتسارع لإفشال مساعي إحلال السلام وتكرر هذا الدور مرارآ ، ليزداد الغليان الأمريكي من تحسن العلاقات والتقارب السعودي الإيراني.
وعلى مختلف الأصعدة والمسارات ولشرح وتفسير مساعي الأمريكان الدؤبه والمتواصلة في عرقلتهم لإحلال السلام اليمنية وجعلها مناورات فقط بدواعي واهية أغراضها شيطانية ،
وللتوضيح أكثر فإنه ما قام به موخرآ المبعوث الأممي الى اليمن هانس غروند برغ من زيارات متكررة للعديد من الدول أثناء تواجد الوفد العماني في صنعاء وأيضا المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية المتعددة والتي شملت أكثر من دوله أيضا ومنها كان لوجوده في القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية والتي سبقه فيها للزيارة رئيس ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي واللقاء مع رئيس جمهورية مصر عبدالفتاح السيسي هو في الأساس شرحه لنقاط إرسلتها أمريكا لتوصيلها للجانب المصري عن طريق رشاد العليمي لشرحه للتواجد الأمريكي الكبير القادم على السواحل والبحار في البحر الأحمر والعربي بالذات والمتكلم والناقل للرسالة هو يمني خاص ومن سوف تتواجد أمريكا وجنودها على أرضه الخاضعة لسيطرة مرتزقته ، وهي أيضا لتفاهمات كان لوضعها أمريكيآ مع الجانب المصري أنه لا قلق تمثله أمريكا على مصر.
ليآتي من بعد ذلك الدور على المبعوث الأمريكي الخاص الى اليمن ليندر كينغ ولقائه بوزير الخارجية المصري في القاهرة موخرآ دلالاتها الواضحة لشرح ما أقدمت عليه أمريكا وبشكل كبير من تواجد عسكري بالمعدات والجنود المارينز في السواحل والبحار الأحمر والعربي وعلى مياة اليمن الإقليمية ومدن وجزر يمنية بحضرموت وشبوة بالتحديد ، وبقوات كبيرة فاق عددها عشرين الف جندي أمريكي وبوارج وسفن حربية وبهذا العدد وقوات بريطانية سابقة وجديدة وفرنسية وغربية عديدة وإسرائيلية موزعة في السواحل والبحار ومضايق اليمن الرئيسية كباب المندب الإستراتيجي والجزر والمدن اليمنية تنبأت أكيدة لقادم معارك وشيكة في السواحل والبحار اليمنية ، وللحماية أبطالها يمنيين أعلنوا جهوزيتهم وتأكيدهم على قدرتها على حماية السواحل واي اقتراب من المياة الإقليمية اليمنية فالرد جاهز واليد على الزناد والعدو يعلم ذلك ولكل حدثآ حديث والقادم أعظم والدائرة تدور على المعتدين.
والعاقبة للمتقين.