الثلاثاء - 26 سبتمبر 2023

الذكاء الاصطناعي والسباق للاستحواذ عليه..

 

الشيخ الدكتور محمد علي الدليمي ||

 

استهل حديثة السيد الامام علي الخامنئي (دام ظله)
مع النخب والقيادات في محور الممانعه والمقاومه
ب (الذكاء الاصطناعي واحداً من القضايا التي يجري التركيز عليها والاهتمام بها والتعمّق فيها، إذ سيكون له دورٌ في التحكّم في مستقبل العالم. علينا أن نعمل بما يجعلنا على الأقلّ في عِداد الدّول العشر الأولى في العالم في قضيّة الذكاء الاصطناعي، فنحن لسنا كذلك اليوم. في الدول التي تعمل أساساً في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم وتتصدر القائمة، باستثناء أمريكا والصين وما شابههما، هناك بعض الدول الآسيوية والأوروبية [لكن] نحن لسنا منها. يبدو أن الدول الآسيوية أكثر. ويبدو أن تعداد الدول الآسيوية أكثر في المراكز العشرة الأولى. يجب أن نعمل على نحو يجعلنا على الأقلّ في عِداد الدّول العشر الأولى في العالم في هذه القضيّة)..

شئنا أم أبينا، العالم اليوم يعيش عصر الذكاء الإصطناعي، والتنافس الدولي مشتعل خاصة بين الدول العظمى، على صعيد التقدم والتطور في هذا المجال، ومحاولة الاستئثار بل واحتكار الأجزاء المكوّنة لهذه التقنية، مثلما تحاول فعل ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

لذلك فإن الإشكالية التي يجب أن تُطرح حول هذا المجال، ليست عن الآراء حول هذه التقنية إيجابيةً كانت أم سلبية، أو التنظير حول أهميتها من عدمه، ولا استشراف المستقبل الذي من الممكن أن تؤدي إليه، بل يجب أن تكون في كيفية الاستفادة من هكذا تقنية، من قبل مجتمعاتنا ودول منطقتنا في محور المقاومة في إطار صراعنا مع الهيمنة الأمريكية والكيان المؤقت، وفي مواجهة مختلف التحديات في كافة مجالات الحياة.

خاصةً وأن هناك الكثير من خبراء الغرب يصورون بأن هذه التقنية، ستكون معيار ميزان القوى العالمي، بعدما كانت الأسلحة النووية والقوة الاقتصادية والعسكرية هي المعيار. مؤكدين بأن السؤال المركزي في ثورة الذكاء الاصطناعي هو من الذي سيستفيد: من سيكون قادرًا على الوصول إلى هذه التكنولوجيا الجديدة القوية، ومن سيتخلف عن الركب؟

لذلك كما استطاع محور المقاومة تخطّي كل أشكال التحديّات، وتحقيق الإنجازات والانتصارات طوال العقود الماضية. فإن على دوله وقواه إطلاق ثورة علمية عملية، تعطي لهذا المجال حقّه من الاهتمام والأبحاث والتجارب.
لا بدّ اليوم من أجل تحقيق التقدّم إلى هذا الهدف من اختيار الأدوات التي تتناسب مع الزمان، ولا شكّ في هذا. تتغير الأدوات لكن ما لا يتغير هو الجبهات..
من أجل تحقيق الاهداف لابد من تظافر الجهود حتى نمكن محور المقاومة من تحقيق ثورة في هذا مجال، فإن ذلك يتطلب من جميع أطرافه (خاصةً النخب العلمية)، توحيد جهودهم وتكثيف نشاطهم ضمن إطار معيّن، يتناسب مع كل قطاع من القطاعات: طبي، إقتصادي، عسكري، وإعلامي…