الثلاثاء - 26 سبتمبر 2023

زيارة قبور المعصوم”ع” مشروع إصلاح شخصي وسياسي واقتصادي واجتماعي

منذ أسبوعين
الثلاثاء - 26 سبتمبر 2023

أحمد الخاقاني ||

ليكن في علم الجميع إن زائر قبور المعصومين”عليهم السلام” يكون بحصنهم لأن ابوابهم مفتوحة للعاصي قبل المطيع فالمطيع زار أو لم يزر فهو في طاعة ومقبولية عندهم أما العاصي فهو أولى بالزيارة والترحيب لانه بذاهبه دليل على صحة عقيدته رغم فساد بعض عمله وقد تكون باب توبة له وتصحيح وهو ذاهب لنصرتهم فنحن نريد من العاصي الذهاب حتى يتأدب بأدب المُزار ويتوب ويغير من سلوكه ولا نطرده ونجعله يائس فرب زيارة تجعل من السارق أو القاتل أو تارك الصلاة وغيرها في مراجعة وتوبة وندم فلا تغلقوا باب فتحه الله للجميع .وهذه الرواية ضروري نقرأها للأخير حتى نفهم أن النبي والأئمة عليهم السلام لم يخصصوا الزيارة لأهل التقوى فقط ومن يقول ذلك فهو مبتدع ببدعة في الاسلام ومأثوم بل الزيارة للجميع العاصي والمطيع كونها زيارة لنصرة الإسلام الأصيل المتمثل بالتشيع وكذلك باب صلاح للجميع ومشروع اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي مفتوح في كل زمكان وللثورة ضد الطغيان بكل اشكاله .
فعن أبي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز قال: اتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت له: يا بن رسول الله ما لمن زار قبره – يعني أمير المؤمنين – وعمر تربته قال:
يا أبا عامر حدثني أبي عن أبيه عن جده الحسين بن علي عن علي (عليه السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها، قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن ان الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها، وان الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن إليكم وتحتمل المذلة والأذى فيكم، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله ومودة منهم لرسوله، أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي، وهم زواري غدا في الجنة، يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه، فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها، أولئك شرار أمتي لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي.
الرواية من كتاب تهذيب الاحكام لشيخ الطائفة الطوسي ج٦ ص ٢٢
بقلم
احمد الخاقاني