ظاهرة ام مظفر..!

المحامي عبد الحسين الظالمي ||
واحدة من ابرز الاحداث في زيارة الاربعين لهذا العام هي ظاهرة ا لتغطية الاعلامية التي حظيت بها السيدة ام مظفر وهي سيد جليلة من اهل البصرة اختارت لباس معين لممارسة شعيرة الزيارة مشيا الى كربلاء فهي اختارت نوع الباس الذي ترى فيه الحشمة والمظهر الحسيني الذي يليق بها كا مسلمة تمارس ما تراه انه عبادة وقربه لله وال بيت الرسول متمثله بقدوتها زينب عليها السلام والى هنا يعد هذا حق طبيعي لهذه المرأة ولغيرها ان تختار ما تره مناسب لها في ممارسة عقيدتها وعبادتها ضمن ما يقره العرف والعقل والشرع فهي حره في اختيار ما تره اقرب لها من غايتها وهدفها وهي من تتحمل عواقبه من تحمل الحرارة والمعاناة حالها حال من اختار ان يمشي الطريق حافيا او مغطي راسه او من كشفت عن ما يسمح لها الشرع من كشفة وقد غفل البعض وسلط الضوء فقط على لباس ام مظفر وترك اهم ما ميز حالتها وهو التاسي من حيث الاتكاء على العصا واسلوب المسير والتسبيح الذي يعدان من ابرز ما تواسي به المرأة السيدة زينب جبل الصبر فالسواد وتحمل الحرارة والتعكز والتسبيح حالات يرسمن مظهر بسيط جدا من حا لات المحنة التي تعرضت لها جبل الصبر وهن قشر من لب مصيبة كبرى اكبر من السبي وهي ذبح ال بيتها امام اعينها ، والخلاصة ان ام مظفر ما رست حقها بما تره مناسبا لها من لباس ولكن ليس من حق احد ان يعتبرها زينب فأبينها وبين زينب جبال من الفوارق مهما كانت لهذه المرأة من مكانه فأهل البيت سلام الله عليهم لا يقاس بهم احد وليس من حق احد المغالاة في موضوعها الى درجه انه يجب تقديسها وبناء مرقد لها والتبرك بها وفرق كبير بين مباركة فعلها وبين التبرك بها واعتبارها مقدسة وظاهرة واجبة الاتباع حتى وان كانت مثالية لان الواجب والمثال ما حدده الشارع المقدس للباس المرأة وما يجب عليها تغطيته وما يسمح بكشفه رغم اني ارى ان ما جرى من تعظيم لهذه الظاهرة هي ردة فعل شعبية لما يثار من قضية تخص تمكين المرأة والجندرة واشاعة التحلل وبروز مظاهر تتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع وخصوصا ما يثار حول النساء الاتي يمارسن المشي للأمام الحسين فالبعض اتخذ من بعض الصور التي تعكس حالة شاذة القصد منها مخطط له لغرض تشوية هذه الشعيرة والتي اظهرت بعض المقاطع صور للبنات في اوضاع مقصودة الغرض والهدف منها . .
رغم اننا نعترف ان هكذا تجمع مليوني يفوق التصور خالي من تصرف غير صحيح من فتاة وشاب هنا او هنا يعد مثالية مفرطه فكل حدث وتجمع اقل من هذا بكثير يمكن ان تحدث فيه افعال وممارسات تخالف اطاره العام ومن هكذا تجمع مليوني ظهور حالة او حالتين مقصودة او غير مقصودة فلا يحسب له في تقيم الموقف من حيث السلب وانسحاب الحالة على الكل .
المهم في ظاهرة ام ظاهر انها حالة طبيعية لمرأة مسلمة مثلت حالة الاقتداء الظاهري بشخصية تعتقد بقداستها ولكنها لا ترسم الموقف الشرعي المطلوب لمظهر المرأة المسلمة الذي حدده الشرع وتلتزم به الملاين من النسوة من طبيبة ومعلمة وموظفة وزائرة وهو الحد المطلوب من المرأة في الشرع ، اما ام ظاهر فهي تمثل حالة التأسي
فلا ام مظفر على غلط كما يحاول ان يصورها البعض انها مغالاة في الدين ولا حالة النساء الاتي يتقيدن في الشرع ويكشفن عن ما سمح الشرع عن كشفه حسب راي مراجعهن غلط او نقص في دينهن وهن بعيدات عن السيدة زينب سلام الله عليها وقد غفل البعض ان
لدينا من ام مظفر مئات الالف من مقلدات بعض المراجع الذين يرون في تغطية الوجه والاطراف واجب وكلهن مثل مظفر تماما
المطلوب عدم المغالاة في هذه الامور
وجعلها صور تعكس امور بعيده عن ما يطلبه الشرع مثلما نسمع ونرى ان هناك من يطالب بوضع مرقد لصاحبة الظاهرة او التبرك بها كانها السيدة زينب وهذا تحميل للحالة بما لا تستحقه
رغم اني اعترف ان شعبنا للأسف الشديد يغالي دائما في بعض المواقف التي تنعكس سلبا في حالات كثيرة . .
نعم اجلال هذه السيدة واحترامها ومباركة فعلها شىء مطلوب في وقت تكالب علينا اصحاب العري والفسق والفجور من المثلية واصحاب التمكين الخارج عن الحدود ولكن يجب ان تبقى الامور ضمن حدودها ولا تتعدى ما مسموح به خصوصا ما يتعلق باهل بيت النبوة فلا احد يقاس بعبادتهم ولا سلوكهم ولا مظاهرهم وان كانوا اسوة وقدوة حتى هذا لا يمكن بلغوه فمن يدعي العدل لا يبلغ معشار ذره من عدل امير المؤمنين
ومن يدعي الاسوة لا يبلغ ذره من ترابية السجاد ومن يدعي كظم الغيض لا يصل الى تراب اصبع الامام الكاظم الذي ركز فيه طرف العصا . المهم اننا نشد على ايدي بناتنا ونطالبهن بالالتزام بما امر به الشرع اما التأسي فذلك امر يعود لاختيار لكل واحدة منهن بدون المغالاة والمبالغة التي ربما تعكس الامر وتشوهه مثلما يحدث في ممارس البعض في الشعائر الحسينية لذلك نطلب من الاعلام و الحاجة ام ظاهر قبول المباركة ورفض التبريك والذهاب بالأمور باكثر ما تستحق والله يسدد من يشاء وهو ولي التوفيق .