اعادة.. السينما صيفي والشعر في الإبطين؟؟!

علي عنبر السعدي ||
كنا في مرحلة اليفاعة ،نعشق الأفلام الهندية وأفلام الكاوبوي ،حيث البكاء مع الأولى ، والحماسة مع الثانية ، ومع ” الولد” الذي لاتنتهي طلقات مسدسه ابو البكرة ،يقتل به العشرات من الوحوش ،وهم يطلقون صيحاتهم المخيفة هههو هههو .
تلك السينمات تشتغل مع غروب الشمس ،لأنها دون سقف ، ولأن الدخول اليها ،أرخص من السينمات المسقوفة ، لذا نذهب اليها جماعات من الحيّ ،لنعود جماعات كذلك ، كي لانلتقي بسرسرية الشوارع و((السكرجية)) المتطوطحين .
ذات مرّة ، أعلن عن حفلة تقيمها نهاراً – يفترض انها مغنية – طويلة سوداء كأنها سعلوة ،أو عبد الشط كما ارتسم في اذهاننا عن حكايات الجدات ، المشكلة ليست في شكلها ، ولاحتى في كفشتها المخيفة ، التي لاتعرف من خلالها ، العيون من المناخير ،ولا الحلق من الأسنان ، المشهد الذي تعلقت به أنظارنا ،وأثار لعبان أنفسنا ،هو الشعر الكثيف تحت أبطيها ، وكأنه كفشة “عفلوك ” يجتمع فيها كل شيء مع كل شيء ، لم يمسها مقص أو موسى يوماً ، و تزداد مصيبتنا أكثر ،حين ترفع يديها لتحيتنا ،نحن المراهقين الهبل ،وسط صفيرنا وتصفيقنا الساخر ،فيظهر ما تحت أبطيها لأن ثيابها دون أكمام .
الكثير من السياسيين و(الثورجيين) والاعلاميين ،والمتحللين السياسيين ،والمثقفين الرادحين ،لايختلفون كثيراً عن (السينما الصيفي )فهم دون سقوف ،لا أخلاقية ولا ثقافية ولافكرية ، تغني في ضمائرهم وأدمغتهم ، تلك المغنية بشعر ابطيها ، المثير للغثيان ،وثيابها دون ردان
ــــــــــــــــ