الثلاثاء - 26 سبتمبر 2023
منذ أسبوع واحد
الثلاثاء - 26 سبتمبر 2023

 

علي عنبر السعدي ||

 

 وحياة أبو جدم الذهب – ماغركَت البستوكة..

الآنوناكي  – كال كَاموش – شيروكَي – أكديون – ساميون   .

طالما تم تداول هذه المصطلحات – وهي مفاتيح الحضارة العراقية – بشكل ابعدها عن حقيقتها ،لذا سنتاولها تباعاً  ، في سعي لإنصاف بعض الحقائق .

– الآنوناكي – أبناء الطين العمالقة –

– في الأسطورة السومرية ،إن الأرض العراقية لاتقبل بتدنيس الغزاة  ، لذا ينهض من طين الحقول وأعماق الأنهار ،عمالقة جبارون يفتكون بالغزاة ،إنهم الآنوناكي (*).

– الطريف ،إن تسمية (شروكَي) تعني حرفياً  نشيد الأرض ،نسبة الى شيروكَين الملك الأكدي الذي وحدّ بلاد الرافدين ومنع عنها الغزاة والطامعين (شير – نشيد أو شعر- وأكَي أرض )  .

– وأصل التسمية تعود الى زراعة الأرز في الجنوب والفرات الأوسط ،فهذه الزراعة تتطلب تقسيم الأرض الى مربعات تغمر بالماء ،ثم يجري تسويتها بالأقدام ،ما يجعل القائمين بذلك العمل ،ونتيجة للطين العالق بأرجلهم وسيقانهم وصولاً الى الحزام ،يبدون كأنهم خرجوا من الطين فعلاً .

– والملفت إن هؤلاء (الآنوناكي – الشروكَية – أبناء الطين ) هم من تصدوا لكل الغزاة ودحروهم عبر تاريخ العراق الموغل في الأزمنة ،بدءاً من أول ثورة تحرير في التاريخ بقيادة أوتو حيكال عام 2120 ق/م – وليس انتهاء بطرد داعش من قبل رجال (الأنوناكي ) في 2017 ميلادية .

– (*): الآنوناكي تعني كذلك أبناء السماء (آنو) وسادة الأرض (آنكي ) والأسطورة تنبثق من رمزية إن هؤلاء خلقوا من مباركة السماء لطهر الأرض ، وقد تكون الإشارة الأولى لما سيعرف لاحقاً ب(شعب الإله المختار) عند اليهود وابن الله المختار في المسيحية ،كذلك الإشارة الى قصة خلق الإنسان من التراب الخارج من الأرض والممتزج بالماء النازل من السماء ، وتلك الأسطورة ناتجة مما يتركه المطرعلى الحقول حين يحولها طينا ، لكن المؤرخين وعلماء الغرب ،وتأثراً بالحضارتين الاغريقية والرومانية ، قد اعتبروا ان الانوناكي هم الهة السماء ،أو مجمع الآلهة على غرار (( البانيثيون )) عند الاغريق والرومان ،وهذا الاقتباس الخاطئ ، مازال معتمداً في الجامعات العراقية ،ويتبناه اساتذة الحضارة العراقية القديمة باعتباره من المسلّمات ،كما يتبنون مصطلح دخيل (ساميون) ليوسموا به الرافدينيين القدماء بدءاً من الأكديين ،واستثنوا  سومر ،فمازالوا حائرين من أين أتوا   .

——- في الحلقة القادمة – الأكديون ومصيبتهم مع السارقين  ..