عوامل ثورة الامام الحسين ع و معطياتها – ٣ –
جاسم محمد الجشعمي ||
٢ – تعرض الاسلام الى التحريف والبدع :
عندما عجز اليهود والنصارى وغيرهم من اعداء الاسلام من القضاء على الاسلام خططوا للإجهاض على الاسلام باسم الاسلام من خلال تحريف الاسلام وإدخال البدع والخرافات فيه . حيث دخل الى الاسلام عدد من علماء اليهود والنصارى ككعب الأحبار ووهب ابن منبه وعبدالله بن سلام وغيرهم ونفذوا خططهم الجهنمية في إدخال عقائدهم الفاسدة وشرائع اهل الجاهلية الى الاسلام حيث كان لكل قبيلة ديناً يدينون به كالزندقة والشرك وعبادة الاوثان دين قبيلة قريش والمجوسية دين قبيلة تميم واليهودية والنصرانية دين قبيلة غسان وان بعض رهبان واحبار وعلماء هذه الاديان اظهروا الاسلام نقلوا عقائدهم وبدعهم الى الاسلام من خلال احاديث كاذبة نسبوها الى رسول الله صلى الله عليه وآله .
وهذه الاحاديث سموها علماء المسلمين بالأحاديث الإسرائيلية. وقد أخبر الوحي النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم بظهور جمع من أصحابه يختلقون ويضعون ويألفون أحاديث كاذبة من بعده وينسبونها اليه . ولذلك ولأجراء وقائي امر رسول الله صلى الله عليه وآله المسلمين ان يعرضوا كل حديث منسوب اليه الى القرآن فما وافق القرآن يقبلونه حديثاً صادراً منه وما لم يوافق القرآن يضربونه عرض الحائط . وقد احصى العلامة الاميني رض في كتابه الوضاعون عدداً من الوضاعين وعدد الاحاديث التي اختلقوها وهي عشرات الآلاف والتي اختلقوها ونسبوها الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . هؤلاء اختلقو كذلك رواة مختلقين لاوجود لهم في الحياة لأجل تمرير احاديثهم عن طريق هؤلاء الرواة المختلقين وتنسيبها الى رسول الله ص . هذه الأحاديث الإسرائيلية تنوعت وغطت جميع مجالات المنظومة الاسلامية الواسعة وتناولت تاريخ النبي وسيرته وسيرة اصحابه. فنسبت فضائل كاذبة لبعض الصحابة وقللت من شأن بعض الصحابة الكرام واختلقت أحاديث وقضايا كاذبة نسبوها الى النبي ص والى اهل بيته كالحديث المختلق الكاذب الذي يقول ان الامام علي عليه السلام اراد الزواج على فاطمة الزهراء عليها السلام فشكت الزهراء ع لرسول الله ص ، فصعد الرسول ص على المنبر وهدد الامام علي عليه السلام . ان هذا الحديث الكاذب الذي وضعه اليهود للحد من منزلة الامام علي عليه السلام ومنزله فاطمة عليها وحتى من منزلة رسول الله ص . كيف يبلغ الرسول ص شريعة الله للناس وينهى عن تطبيقه. توجد آلاف من هذا القبيل من الاحاديث اعتبرها بعض الموسوعات الروائية روايات صحيحة . ومن المؤسف ان الاخوة من خطباء اهل السنة يرددونها في خطبهم ويعتبرونها احاديث صحيحة وهي تعارض القرآن وتعارض الشريعة وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد وصلت تحريف السنة النبوية واختلاق الاحاديث الى مديات خطيرة عند خلافة معاوية ويزيد حيث كانا يجندان بعض علماء السوء بأختلاق واصطناع أحاديث كاذبة تحرف الاسلام وتدخل البدع والخرافات الى فيه وتحط من شأن الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم . فكان الامام الحسين عليه السلام يريد من ثورته تصحيح الامور ووضع حد للامويين لانقاذ الاسلام من عملهم الدؤب لتحريف الاسلام .
ان السنة النبوية مرت من مرحلتين خطيرتين . الاولى حرقها من قبل الخليفة الثاني
حيث امر الصحابة بجمع أحاديث الرسول ص ثم حرقها . فقد بذلك النسلمون ثروة علمية تشرية كبيرة . والثانية اختلاق واحاديث كاذبة وتنسيبها الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .