الخميس - 06 فيراير 2025

السلاح .. ليس دائما هو الحل ..!

منذ سنة واحدة
الخميس - 06 فيراير 2025

 

سامي التميمي ||

أغلب الحكومات التي لاتؤمن ولاتنتهج النظام الديمقراطي الحقيقي ، كانت تعتمد في معالجاتها  للأزمات  الداخلية والخارجية ، بفرض الرأي الواحد وبقوة السلاح  ، فلذلك كانت أنظمة هشة وأن كانت في قلاع وحصون . والشواهد كثيرة لاداع لذكرها .

هناك موضوع يجب على البرلمان والحكومة فهمة والجلوس والحوار مع الأكاديميين والخبراء و أصحاب الأختصاص والخبرات ، ليس كل مشكلة أو أزمة نعول أو نتكأ  على الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية ، هناك الكثير من الأزمات يجب معالجتها من خلال دراسة وحوار وبحوث معمقة ومن ثم كتابتها ورفعها من قبل المختصين حصرا  الى البرلمان  .

هناك بعض الأزمات تحتاج الى خبراء في التنظيم والأدارة والتنمية الأدارية والأقتصادية .

هناك أزمات تحتاج الى خبراء في الصحة والبيئةوالتربية والتعليم  ، والنقل والمواصلات والأسكان والأمن وغيرها من الأختصاصات .

ليس صحيحا  ، أن نفتي بما  ليس لنا علماً به وأن كنا على درجة عالية من العلم والمنصب .

يعني واحدة من الأمور المضحكة والتي تثير السخرية ، ضباط الأجهزة الأمنية وعناصرهم يتجولون في الشوارع والمحلات لأخذ تواقيع أصحاب  المحلات وشركات الصيرفة لمنع تداول الدولار وصعوده مقابل الدينار العراقي  .

وأيضا هناك عناصر من الضباط والشرطة تقوم بأزالة للبسطيات في الشوارع .

علينا تشخيص الأخطاء ودراستها من كل النواحي ثم بعد ذلك أيجاد الحلول والمقترحات قبل الذهاب لفرض القانون  .

فمثلا لدينا مشاكل تعد أكبر وأخطر من الأرهاب ، هل ننتظر سنين طويلة لملاحقة التجار والمروجين لحلها مثلاً  ، مشكلة تجارةالمخدرات وترويجها ، وبيع السلاح وأنتشاره  ، والأرهاب وكيفية تجفيف منابعه وتسويق أفكاره وماهي البيئة الخصبة والملائمة التي ينتشر فيها .

وكذلك الفساد المنتشر في مفاصل الدولة ، ماهي أسبابه ونتائجه وكيفية معالجته جذريا  .

هذا كله لاتستطيع الأجهزة الأمنية معالجته ، مهما أمتلكت من سلاح وقوة .

اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، جلس الساسة مع الأكاديميين والخبراء والحكماء والكتاب والمثقفين والرياضيين جلسات طويلة ومعمقة ، فبعضهم أختار أن يبدأوا من الصفر ، يعني من رياض الأطفال  ،   بتعليمهم النظام والقانون والعدالة والأحترام والقيم والمبادئ  ، والبعض الآخر أنزعج من هذا الأمر وقال بأن هذا سيكلفنا كثيراً من الوقت والجهد والمال ، وأخيرا  بعد الحوار المستفيض والواعي والحكيم قرروا  أن يبدأو ا  من ( الصفر )  لتكون بداية جيل صحيح يمتلك الوعي والخبرة والأحترام والقانون والنظام وحب الوطن .  وفعلا بدأ حصاد ثمار الزرع الجميل والصحيح يتطور في كل عام .