الاثنين - 24 مارس 2025
منذ سنة واحدة
الاثنين - 24 مارس 2025

لماذا يستهدف السيد عمار الحكيم؟!
عدنان جواد ||

من محاسن الديمقراطية والحرية في العراق ان أي مواطن يستطيع ان يقول ما يشاء، ويبث أي مقطع فيدو عن طريق جواله يعبر فيه عن مظلوميته ، او نقد التقصير والسلبيات في مؤسسات الدولة، بعضهم يسب ويشتم الحكومة ورئيسها، والبعض يشتم رموز العملية السياسية ويصفهم بالفاسدين، بل البعض وخاصة من الاعمار الصغيرة ، ومن المستفادين من النظام السابق، بانه زمن القوة والنظام والكرامة والسيادة، وانه الزمن الجميل، ولكنهم لا يعلمون ان العراق كان عبارة عن سجن كبير، ومن يسب الرئيس القائد يسجن وربما يعدم، وكل الصحف والقنوات الفضائية المعدودة ، مسخرة لخدمة النظام ورئيسه، وان في زمن ذلك النظام انتشرت الرشوة، والتفريط بحدودنا مع الدول المجاورة، وتحطيم البنى التحتية بحرب غير متكافئة، وتجويع الشعب بالحصار الذي دام (13) سنة، وعندما تتحدث عن الديمقراطية، يقول لك نحن في حرب مع الاعداء وانت تريد ديمقراطية!، وفي زمن التسعينات، كان الجواب : كيف تريدون ديمقراطية ونحن نعيش الحصار، وكل همنا توفير لقمة العيش للشعب في هذا الظرف الصعب.
والسب والشتم موجود في التاريخ ، وابرزه ما حدث للأمام علي (عليه السلام)، فقد كان يسب ويشتم (80) سنة على المنابر، والملاحظ ان التسقيط السياسي تزداد حدته في العراق مع قرب الانتخابات، لكن استهداف السيد عمار الحكيم، يكاد يكون بصورة مستمرة، وكانه القائد الاعلى للدولة ، ويتناسى البعض انه ابن السيد عبدالعزيز(قدس) احد اركان العملية السياسية بعد 2003، حيث كانت لا تشكل الحكومة ولا ينصب رئيس وزراء الا بموافقته، ورغم ذلك كان يعتمد التصويت في اختيار رئيس الوزراء، ولم يفرض شخص رئيس الوزراء من المجلس الاعلى او بدر اللذان كان يتزعمهما، بل كان اغلب رؤوساء الوزراء من حزب الدعوة، وعمه السيد محـمد باقر الحكيم(قدس)، الذي قارع النظام منذ شبابه، وعندما عاد للعراق تخلى عن السلاح ودعا للوحدة واحترام المرجعية ، وعدم الاعتماد على الدول الخارجية وانما على الشعب فتمت تصفيته، و قبلهم جده زعيم الطائفة ومرجعها في كل انحاء العالم، وتاريخ بيت الحكيم زاخر بالعلم والعلماء والمجاهدين والشهداء، فلماذا يتم تحميل الفشل السياسي والاقتصادي في العراق بعد 2003 لسيد عمار فقط؟ ، فيتم مراقبة كل حركاته واقواله وخطاباته دون غيره، بالحقيقة نسمع هذا الكلام، في المقاهي وفي الكية ، وفي مواقع الاتصال الاجتماعي وغيرها ، ان من ادخل السايبا للعراق هو سيد عمار ، وان من ادخل التك توك للعراق السيد عمار، وهو من ادخل المخدرات ، ولا تنتهي الاتهامات الجاهزة، وبالرغم من انه شخصيته معتدلة دائما ما يطرح المبادرات والحلول لكنه يتعرض للاستهداف، ان هذا الاستهداف والتقليل من الشأن، وبواسطة جيوش الكترونية، اما خوفاً من ان يكون الاول شعبياً وسياسياً، ويأخذ الموقع المتقدم في الزعامة، وهذا الامر يغيض الاخرين ، او ولأنه لا يملك جهة تمتلك السلاح وتستخدمه خارج نطاق الدولة يعني بالعراقي (ما يخوف)، وهذه المشكلة في العراق متجذرة في التاريخ، فصاحب القوة حتى وان كان باطلا تهابه الناس ، ولا احد يذكر سلبياته واخطائه بل يجملونها، وقد شاهدنا ذلك في زمن صدام، فالكثير من الناس كانت تصفه بالقائد الضرورة والبطل القومي ، وفي زمنه كان النظام والقانون خوفاً ونفاقاً ورعباً، وسياسة تسقيط الرموز السياسية والدينية ، تقوم بها قوى خارجية وداخلية، من اجل فقدان الثقة بين الطبقة الحاكمة وبين الشعب، وبغض الطبقة السياسية برمتها، واثارة موضوعات الفساد والسرقات المليارية وربطها بالزعامات السياسية، بل البعض يتهم الزعامات الشيعية وانهم ليسوا اهل للسلطة، بل قالها محمـد الدايني : ان رئاسة السوداني للوزراء اخر فرصة للأحزاب الشيعية الاسلامية في هذا المنصب،
فعلى السياسيين وخاصة زعماء الكتل ترك تسقيط بعضهم البعض ، من خلال جيوشهم الالكترونية ، وتحريض اتباعهم ففيه ضعف لهم جميعاً، فذكر السلبيات فقط وترك الايجابيات يجعلهم في موضع اتهام، والتخلي عن الفاسدين من التابعين لهم من الوزراء والوكلاء والمدراء العاميين في وزارات الدولة ومؤسساتها عندما يثبت تورطهم بنهب المال العام، ويعلنون تبراهم من الفاسدين، ويشجعون اتباعهم على احترام القانون، وعدم الاكثار من الاحتفالات والمؤتمرات والخطابات التي لا تخدم الناس، فكل ما كثرت زادت الاخطاء، واستشارة اصحاب الراي والقرار الصائب من ذوي الخبرة والتجارب، والاخذ برايهم حتى لو كان مزعجاً، وابعاد المجاملين والمتلونين، وتعويض الاخفاقات في الحكومات السابقة بدعم الحكومة الحالية، لتقدم ما يحتاجه الشعب ، والقضاء على الفساد واستعادة الاموال المسروقة، وان نكون خدام بدل ان نكون حكام، وهي كلمات غالباً ما يرددها السيد عمار الحكيم في خطاباته.