الخميس - 06 فيراير 2025
منذ سنة واحدة
الخميس - 06 فيراير 2025

انقلابات العسكر في أفريقيا بسبب الظلم

نعيم الهاشمي الخفاجي ||

مانراه من انقلابات عسكرية تحدث في الكثير من الدول الافريقية، تحصيل حاصل، افريقيا تم استعمارها لقرون من الزمان، وتم استعباد وبيع اهلها، من قبل القوات الاستعمارية الغربية، التي أشعلت الحروب الداخلية مابين الافارقة، وكل زعيم قبلي أفريقي يقوم في أسر المئات او الآلاف من خصومه الأفارقة الآخرين، يجد المستعمر الأوروبي يدفع له أموال لشراء هؤلاء الأسرى لبيعهم عبيد، وارسالهم إلى سوق بيع الزنوج، للعمل في مستعمرات دول الاستعمار الأوروبي في الأمريكتين وجنوب آسيا.

ربما هناك من يعتقد، أن الأفارقة لا يملكون ارث حضاري، وإنهم جهله، بالواقع علماء الآثار الغربيين ومنهم ألمان، اكتشفوا في عمليات الحفريات على مدن كانت عواصم لدول أفريقية قوية كانت حاكمة قبل أربعة آلاف عام، مخطىء من يعتقد أن الفراعنة هم أول بناة  حضارة افريقية والتي كانت بمصر، أو حضارة قرطاج في تونس، بل في القارة الأفريقية أقامت دول وحضارات، منها، مملكة كوش التي كان مقرها في شمال السودان بجوار  مصر، تتمركز في جبال النوبة، هذه الدولة قامت  قبل ٥٠٠٠ سنة، حيث استطاعت جيوش مملكة كوش احتلال مصر وإسقاط دولة الفراعنة، وكانت تضم مساحة شاسعة من الأراضي على طول نهر النيل فيما يعرف الآن بشمال السودان،  مملكة كوش، كانت  مركزاً اقتصادياً يدير تجارة مربحة للعاج والبخور والحديد والذهب، وكانت شريكاً تجارياً ومنافساً لمصر القديمة في الشمال،  في القرن الثامن قبل الميلاد، غزا الكوشيون مصر، وأسسوا الأسرة المصرية الخامسة والعشرين، التي حكمت مصر لأكثر من قرن.

من الدول الأفريقية والحضارات القديمة مملكة اكسوم، كانت في إريتريا وإثيوبيا ويعتقد أنها كانت موطن مملكة سبأ التي ورد ذكرها بالقرآن الكريم بقصة نبي الله سليمان عليه السلام.

دولة مالي الحالية والتي يشكل العرب نصف سكانها، كانت مملكة إفريقية لديها جيش قوي حكمت  في القرن الثالث عشر الميلادي، واستمرت حتى القرن السادس عشر الميلادي، وكانت المصدر الأول للذهب بالعالم بذلك الوقت، دولة مالي العظمى أراضيها  شملت مساحات شاسعة من غرب إفريقيا، من المحيط الأطلسي إلى الحدود بين مالي والنيجر الحالية.

زيمبابوي هو اسم مدينة قديمة تقع في دولة زيمبابوي الحالية، في الواقع، سميت دولة زيمبابوي على اسم المدينة القديمة نفسها، كما كانت تسمى أحياناً زيمبابوي العظمى، نشأت هذه المملكة العظمى في  القرن العاشر، كانت  مركزاً إمبراطورية شاسعة سيطرت على جزء كبير من الأراضي في بوتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق الحالية، وكان للإمبراطورية اقتصاد قائم على تربية الماشية وزراعة المحاصيل وتجارة الذهب على ساحل المحيط الهندي.

القارة الأفريقية كانت ضحية للاستعمار الغربي في الأربعة قرون الاخيرة،  فقد ابتُليت بأشكال من الاستعمار الذي اضطهد الأفارقة، وسلب اموالهم، وباعوهم  كعبيد، بل لم يكتفوا بذلك، قاموا في تقسيم القارة الأفريقية مع دول الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الأولى، ونصبوا عملائهم للتسلط على رقاب شعوب أفريقيا مثل ما فعلوا ذلك مع الشعوب العربية.

بل دول الاستعمار لولا الاتحاد السوفياتي وانتشار الشيوعية في إفريقيا لم أعطوا دول افريقيا الاستقلال الشكلي.

تم تنصيب حكام عملاء، انتشر  تحت سلطاتهم الفساد والفقر، قسّمت أراضي  القارة الأفريقية  إلى دول لم تراعي التركيبات  السكانية،  بل كانت الغاية من دمج أقوام غير متجانسين بدول إفريقيا، لصالح المستعمر، فألحقت القوى الاستعمارية أراضي لشعب مع آخر، بحسب المصلحة الاستعمارية، مثل ما فعلوه بالعراق وسوريا والاردن ودول الخليج واليمن وشمال افريقيا، لتبقى دولنا دول فاشلة تعاني من صراعات دينية ومذهبية وقومية،  يوجد في إفريقيا  نحو ٦٣دولة، قابلة للانشطار والتقسيم، عدد سكان إفريقيا مليار ونصف مليار إنسان، من بين دول إفريقيا توجد ١١دولة عربية، يشكل المسلمون ٤٠% من شعوب إفريقيا.

يلي المسلمون الديانة المسيحية وتوجد كل الكنائس المسيحية لكل الطوائف في أفريقيا، انتشرت المسيحية في إفريقيا من خلال  التبشير المسيحي المرافق للقوات الاستعمارية المحتلة، العرب بفتوحاتهم الإسلامية لم يذهبوا إلى نشر الإسلام في افريقيا، بسبب بشرتهم السوداء، الفتوحات ذهبت شرقا لأصحاب البشرة البيضاء والشعر الاصفر، وكذلك اتجهت شمال إفريقيا على الامازيغ لان بشرتهم بيضاء وعيونهم زرقاء، حتى أن عبدالملك بن مروان بعث لعامله موسى بن نصير في إحضار ثلاثين ألف شابة امازيغية كجواري لممارسة الجنس، ونفسه عبدالملك بن مروان القى قصائد يتغزل في جمال الجواري الأمازيغيات، وعبر المسلمون البحر لشرق أوروبا أيضا لأجل الجنس، ولذلك خسروا الأندلس وشرق أوروبا بسبب مجيئهم للجنس وليس لنشر الإسلام.

في إفريقيا وقع ٢٠٠ انقلاب عسكري بدعم من دول بعضها مجاور والبعض الآخر بدعم من دول غربية، بل وصل الحالة، جيوش غربية تتدخل لتنصيب رؤساء  لبعض شعوب أفريقيا بالقوة.

اليوم في إفريقيا هناك صراع ما بين الدول العظمى الخمسة للنفوذ على إفريقيا، هناك تسابق صيني وروسي وهندي واطلسي لكسب شعوب افريقيا.

حدثت في الآونة الأخيرة  انقلابات عسكرية بعدة دول، منها انقلاب   النيجر، الذي وقع  في ٢٦تموز (يوليو) الماضي، النيجر غنية  بالموارد الخام، وحدث انقلاب بالغابون، لكن دول الغرب لم تهدد في احتلال الغابون لأن حاكم الغابون الذي وقع ضده الانقلاب،  ينتمي إلى إقلية مسلمة، وهناك معارضة شعبية ضد الرئيس بنغو، لذلك تم التساهل مع قادة الانقلاب، على عكس انقلاب النيجر، أيضا حدثت انقلابات عسكرية  في بوركينا فاسو ومالي، وغينيا بيساو (2021) وزيمبابوي (2017)، أيضا إسقاط نظام الحكم في تونس وليبيا ومصر في الربيع العربي ومحاولة إسقاط نظام الجزائر لكنهم فشلوا، وفي عام ٢٠١٩ تم إسقاط عمر البشير الذي انبطح لدول الرجعية العربية وأصبح كلب حراسة لهم، ارسل الجيش السوداني لقتل الشعب اليمني، لكن لم يغفروا له وقوفه مع صدام الجرذ، ولننظر الآن إلى السودان التي تشهد حرب أهلية ينتج عنها استقلال عدة أقاليم قريبا.

دول افريقيا ثرواتها منهوبة، يتم استخراج بئر نفط على سبيل المثال في بنين تذهب حصة ٤٥% للشركة الفرنسية و٤٥% لشركة قطر لاستخراج البترول، و ١٠% تذهب لشعب بنين، أين العدالة، لذلك دول الاستعمار الحديث لم ولن تدعم  إقامة أنظمة ديمقراطية في افريقيا.

قادة العسكر عندما يعملون انقلابات، الشعوب تكون مؤيدة لهم، بسبب فساد الأنظمة وبسبب نهب الثروات وترك الافارقة يعيشون بالفقر والحرمان، ملايين الافارقة يعبرون البحر الأبيض بسبب الفقر والحروب، طلبا اللجوء أو اقامات عمل في دول أوروبا، بعد أن سئموا العيش في بلدانهم.

رأينا خروج الملايين يرفعون  شعارات مؤيدة لقادة العسكر الذين قاموا في الانقلابات، بل شعارات قادة الانقلابات تكون مشابهة لما تريده  جماهيرهم الفقيرة والمحرومة.

انقلابات العسكر في إفريقيا أثبت كذب نشر الديمقراطية من دول الغرب، وأن وقوع الانقلابات، يثبت  وجود صراع دولي على النفوذ والموارد مابين الدول الاستعمارية القديمة ومابين دول الشرق العظمى الناشئة الجديدة.

افريقيا انتشرت بها العصابات التكفيرية الوهابية لذلك يتم استخدام هذه العصابات لاستهداف دول افريقية حدثت بها انقلابات لاتسير في فلك الدول الغربية، وهذا تم بفضل نشر دول الخليج للوهابية بكذبة انتشار التشيع في إفريقيا وخاصة في نيجيريا والنيجر ومالي وتشاد والسودان وبوركينا فاسو، والقائمة تطول.

لذلك يزداد القتل والظلم والفقر، والهروب الجماعي إلى أماكن أخرى في دول العالم وأوروبا، بكل الاحوال هناك تذمر شعبي أفريقي من وجود دول الاستعمار الغربي بالقارة الافريقية، باتت شعوب أفريقيا لاتستسيغ أكاذيب دول الاستعمار الغربي في نشر الديمقراطية ودعم التنمية والاقتصاد، الصين ترسل شركتها للعمل في القارة الأفريقية وتعطي الشركات الصينية نصف الأرباح أو أكثر من النصف للشعوب الافريقية، أكيد شعوب أفريقيا تميل نحو الصين، مضاف لذلك الصينيين والروس لم يتورطوا في استعمار القارة الأفريقية بحقبة الاستعمار، ولم يقوموا في أخذ مواطنين افارقة وبيعهم كعبيد للعمل في المستعمرات مثل ما فعلت ذلك دول الاستعمار الغربي، لهنا نستطيع أن نتكلم، ولا وفق الله من كان سبب عدم عودتي لبلدي العراق، ولو كنت في بلدي العراق لكان لي كلام آخر، الغباء والجهل والانانية وفقدان الإنسانية جعل الساسة ومؤسسات الدولة العراقية تقف حجر عثرة بعدم عودة المهاجرين من المعارضين العراقيين لنظام صدام الجرذ إلى بلدهم العراق، للاسف لازالت دوائر الدولة والوزارات ولجان التحقق المشرفة على إعادة الموظفين المدنيين والعسكريين العراقيين المعارضين السياسيين  لنظام صدام الجرذ بينهم قضاة بعثيين طائفيين يعطون رفض لكل عراقي شريف بحجج واهية، بظل سذاجة وغباء الوزير والمدير العام والمسؤول المنتمي للأحزاب الشيعية المشاركة في الدولة العراقية الحالية، كنا نتوقع أن بهذه الحكومة الجديدة، تكون فرصة لدى أحزاب الإطار لتبني مظلوميات ومطالب ابناء المكون الشيعي حتى يتمكنوا من إعادة الثقة مابينهم ومابين الحاضنة الشعبية الشيعية، للاسف لازال التقصير سيد الموقف، وهذا بحد ذاته تفريط وغباء وجهل، يفترض انهم استفادوا من اخطائهم السابقة، والعمل على تصحيحها وكسب الشارع الشعبي بالانتخابات البلدية والبرلمانية القادمة.

 

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

23/9/2023