قطع امتداد المناهج..السيستاني انموذجا.!
د. محمد ابو النواعير ||
على الرغم من كثرة الضبابية التي احاطت بموقف سلام ومصافحة آية الله السيد محمد رضا السيستاني على سيد مقتدى الصدر، واكتفائه بالقاء التحية دون المصافحة على سيد عمار الحكيم، الا ان الموضوع قد انتشر اعلاميا بشكل واسع جدا وملفت للنظر. !
لست هنا بصدد تحليل هذا الموقف، او اسبابه، او ما وراءه من مواقف او مشاكل او (اتفاقات)، فقد اشبعه الكثير، تفكيكا وتحليلا واستنتاجا.
ولكن ما لفت انتباهي كثيرا، هو التسلسل الحدثي للتصعيد الاعلامي لهذه الحادثة، وكيف انه جرى بانسيابية احترافية تصاعدية، تم العمل على ترتيب تفسيره كمدخلات حدثية، تم ادخالها باحترافية في وعي الجمهور، لايصال الجمهور الشيعي الى نتيجة واحدة :
(لقد أخطأ محمد رضا السيستاني كثيرا، بعدم مصافحته لسيد عمار.) !
بالنسبة لمن هو مثلي، فانا افكك الحدث وانتبه لجزئياته ومعطياته السلوكية، بطريقة اخرى، وأحاول الابتعاد عن زحمة التحليلات التي تتعلق بظاهر الحدث فقط. !
ما اريد قوله، ان هذا الحدث جرى التعاطي معه باحترافية اعلامية نفسية على مستوى عالي من الدقة، لايصال (لا وعي) المتلقي لنتيجة (انفعالية) واحدة، وهي: سيد محمد رضا السيستاني قد أخطأ خطأ شنيعا بعدم مصافحة سيد عمار.!
اذا ربطنا هذا الحدث بالاطار التحليلي العام للوضع الحوزوي اليوم، سنجد هناك عدد من النقاط تلفت الانتباه:
١- السؤال دوما عن وجود خليفة للامام السيد السيستاني اطال الله عمره الشريف.
٢- وصول محمد رضا لمرتبة علمية عالية في الفقه وتدريسه والاجتهاد والتمكن من هذا العالم.
٣- يمثل محمد رضا امتداد طبيعي للمنهج السياسي الديني والاخلاقي الاجتماعي، الذي اصطنعه واسس له والده السيد السيستاني حفظه الله، بل يعد اكثر من رضع وتغذى وهضم وتمثل لهذا المنهج.
٤- يعد منهج السيد السيستاني منهجا مرفوضا من قبل كل اعداء العراق (من الداخليين، والخارجيين، ومن السنة، بل ومن الشيعة ايضا)، لانه منهج يسير ببطأ مكتسحا كل المخططات التي تريد تدمير العراق وتمزيقه.
المعنى:
محمد رضا السيستاتي، ان لم يكن مرجعا بعد ابيه مباشرة، فسيكون مرجعا بعد زمن، وعلى الاقل سيكون له دور في الوقت اللاحق، في استمرارا هذا المنهج السياسي العقلاني البنائي الذي اسس له والده.
وهذا ما لا يروق للدوائر الدولية والاقليمية التي تخطط لابتلاع العراق. !!
النتيجة:
المطلوب يجب تحطيم محمد رضا السيستاني قبل ان ينهض، ويجب القضاء على منهج الامام السيستاني والقضاء على كل امتداداته الحوزوية والاجتماعية (الانفعالية). !