الجمعة - 17 يناير 2025

النشاطات الفقهية والتربوية في الحوزات العلمية الدينية..

منذ سنة واحدة
الجمعة - 17 يناير 2025

 

الشيخ الدكتور محمد علي الدليمي ||

النشاط الفقهي ، الركن الاقوى في الدراسة الحوزوية وهو المحور الأساسي في الدروس ، وعليه تدور رحى الحوزات العلميّة ، والنشاطات العلميّة الأخرى ، فهي تمارس لأجل الوصول إلى إستنباط الأحكام الشرعيّة بصورة أدق ، و أعمق .

و لتسليط الضوء وتوضيح الصورة لطرق التدريس الفقهي في المراحل الدراسيّ الثلاث علينا العود الى معرفة مراحل الحوزة العلمية وهي:

١- مرحلة المقدمات والسطوح

وبعض الطرق التدريسيّة المتبعة والمتعارف عليها فعلاً في الحوزات العلمية :

الطريقة الأولى ــ وهي الطريقة التقليديّة، وتتمثل في قيام الأستاذ بشرح المادة التي يتناوله للدرس لذلك اليوم من الكتاب على نحو التقرير بتوضيح المصطلحات المستعملة ثم بيان المطالب الموجودة عن ظهر قلب وإيراد الأسئلة المناسبة لها،والإجابة عن إستفسارات الطلبة لو وجدت، ثم القيام بتطبيق ما قرّره على متن الكتاب.
وتوضيح النكات وكشف اللبس والإشارة إلى المطالب المذكورة ، وهذا يستغرق قصيرة تصل المدّة لساعة ، أو أقل .

الطريقة الثانيّة ــ وهي مقاربة او شبيه بنفس الطريقة الأولى .
ولكن يقوم الأستاذ بتقطيع البحث إلى عدة مقاطع فيتناول مقطعاً ويشرحه ، ويوضّحه إلى الطلبة وهكذا، ويكون التطبيق بعد الشرح أيضاً مقطعيّاً ، وهذه الطريقة تستعمل مع الطلبة الذين يقل استيعابهم للمادة ويوضح عليه صعوبه استيعاب المطالب ، حتى لايختلط عليهم المباحث .

وفي كلتا الطريقتين ، يقوم بعض الطلبة بكتابة شرح وتقرير الأستاذ حين الدرس .

الطريقة الثالثة ـــ هي ايضا قريبة او نفس الطريقة السّابقة .
ولكن الأستاذ يتّفق مع الطالب ، بأن يقرأ الطالب المتن بعد شرح الأستاذ ويطبّق ما ذكره الأستاذ من المطالب والنكات على المتن ، ليتناوب عليه الطلبة ويكون التطبيق في كل يوم على عهدة طالب من الطلبة .

وهذه الطريقة تسلك عادةً في الدروس الخصوصيّة مع الطلبة الأذكياء ، والموهوبين الذين يعتنى بهم الأستاذ أكثر ، وغالباً لايتعدّي الحضور عدد أصابع اليد. وعلى الطالب في هذه الطرق المطالعة قبل الحضور لإستيعاب المطالب.

الطريقة الرابعة_ هو الاسلوب الاكثر تفاعلا و أن يقوم الأستاذ بعد تقرير الدرس وتطبيقه على المتن طرح بعض الأسئلة على الطلبة لمعرفة مقدار إستيعاب كل طالب ، ومدى فهم الدرس وحثّه على المراجعة والتحقيق ، وبدونه قد يعتذر له الأستاذ عن الإستمرار في حضور درسه ، ليجد بعد ذلك حلقةً أخرى تناسب مستوى إستيعابه و فهمه .
و منع الطالب من الحضور او الابعاد او الاعتذار منه نادر جدّاً .

ثمّ إنّ بعض الأساتذة يقوم بكتابة بعض الأسئلة المرتبطة بالبحوث السّابقة, ويطلب من الطلبة بالإجابة عليها تارة على نحوالكتابة بعد الدرس، أو في البيت، وهذا غالباً يكون في آخر الأسبوع. ليطّلع الأستاذ على مهارات طلبته، واستعدادهم و مقدار إستيعابهم.

وقد يلجاء بعض الاساتذة من وضع وإختباراً تقريرياً لطلبته مدة وبالغالب تكون بعد شهر ، أو أكثر ، أو يطلب منهم كتابة بحث مختصر عما استفادوه من درس الأستاذ ، وهذا غالباً يكون في المرحلة الثانية .
هذه الطرق المشهورة بالتدريس التي يتبعها اساتذة الحوزه العلمية..
المقال تتتمه لن نتاخر عن كتابتها باذن الله تعالى..