متلازمة انتظار بدء الحياة
ابتهال احمد الموسوي ||
هل شعرت يومًا بأن حياتك تتوقف عند مفترق طرق، وأنك تنتظر شيئًا ما ليبدأ العمر الحقيقي؟
هل شعرت يومًا بأنك تسير في مكان واحد دون تقدم؟
هل تنتظر بفارغ الصبر حدثًا مثيرًا لينقلك من حالة الانتظار إلى بداية جديدة؟ هذا الشعور ليس نادرًا، ويُعرف في بعض الأحيان بـ “متلازمة انتظار بدء الحياة”.
وهي حالة نفسية يشعر فيها الشخص بالملل الدائم وعدم الرضا عن الحالة الحالية في حياته وبأن حياته لم تبدأ بعد ويبقى في حالة انتظار مستمرة لحدث معين يعتقد أنه سيغير حياته بشكل كبير. يمكن أن يكون هذا الحدث مثيرًا مثل الارتباط بشريك حياة أو تحقيق هدف كبير.
هذا الشعور قد يكون نتيجة لعدة عوامل، ومنها الضغوط الاجتماعية تجعل الانسان يشعر بأنه يجب أن يحقق معايير معينة في حياته مثل الزواج أو تحقيق النجاح المالي، وكذلك التوقعات الشخصية العالية، وتأثير وسائل الإعلام الاجتماعية التي تبرز حياة الناس بشكل مثالي. أو ممكن بسبب تجارب سلبية في الماضي قد تؤدي إلى تأخر الشعور ببداية جديدة في الحياة، أو أن يكون أيضًا ناتجًا عن عدم الرضا عن الوضع الحالي والرغبة في التقدم ويمكن أن يتسبب الشعور بعدم القدرة على التقدم في الحياة في زيادة مستويات القلق والاكتئاب، وكذلك ضياع العديد من الفرص في الحياة بسبب الانتظار المستمر عن أمير المؤمنين عليه السلام: (الفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير) .
وللتعامل مع هذا الحالة علينا اتباع بعض التوجيهات منها تحديد الأهداف الصغيرة بدلاً من الانتظار لحدوث تغيير كبير، نحاول تحديد أهداف صغيرة وواقعية يمكن تحقيقها بسهولة. هذا يمكن أن يساعد على الشعور بالإنجاز والتقدم. محاول التركيز على ما تملكه الحين واستثمار اللحظة الحالية بدلاً من التفكير بشكل مستمر في المستقبل عن الإمام الحسن (عليه السلام): (يا بن آدم! إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزود) . وكذلك التوكل على الله والثقة بقدرته على توجيه الأمور وحمايتنا. والتوكل ليس تخليًا عن المسؤولية، بل يعني العمل بجد وثقة بأن الله سيكون معنا في رحلتنا يسدد خطانا بلطفه . سوف يقلل هذا من التوتر والقلق ويمنح الإنسان شعورًا بالسلام والاستقرار عن أمير المؤمنين عليه السلام ( من وثق بالله أراه السرور، ومن توكل عليه كفاه الأمور) ، ايضا استشعار النعم يساعد على تعزيز المشاعر الإيجابية والسعادة أن نكون ممتنين لله على الأشياء الجيدة في حياتنا وأن نقدر النعم التي نملكها (لئن شكرتم لازيدنكم) هو مفتاح من مفاتيح البركة في الحياة .
ختامًا، متلازمة انتظار بدء الحياة هي شعور شائع يمكن أن يؤثر على الكثيرين. يجب أن يتذكر الفرد أن الحياة تتجدد باستمرار وأنه بإمكانه أن يجعل كل يوم جديد بداية لمرحلة جديدة في حياته عن أمير المؤمنين عليه السلام (ما من يوم يمر على ابن آدم ، إلا قال له ذلك اليوم : أنا يوم جديد ، وأنا عليك شهيد ، فقل في خيراً ، واعمل في خيراً ، أشهد لك به يوم القيامة) .
اقرء ايضاً
