الخميس - 02 يناير 2025
الخميس - 02 يناير 2025

ايزابيل بنيامين ماما آشوري ||

في زلة لسان وأثناء تأبين القتلى في المقبرة المسيحية قال القس عمانوئيل توما : (اتمنى في الاحتفالات القادمة أن تضعوا المشروبات الروحية خارج مكان الاحتفال ، لأنكم رأيتم ماذا فعل اشتعال الخمر بالمدعوين).

هذا الكلام الذي اذاعتهُ الاذاعة الاشورية في نقل مباشر، دفعني للاتصال بقريبتي التي كانت في الحفل ، وسألتها عن ملابسات الحادث الذي احرق اكثر من ثلاثمائة مسيحي آشوري بينهم بنت خالتي الشابة الجميلة. فقالت : ان سبب الحادث هو أن احد النساء جفلت من صوت مفرقعات رماها طفل وبسبب خوفها انقلبت الطاولة التي كان عليها مئآت الأقداح وقناني الخمر السريع الاشتعال فألتهب المكان بسرعة هائلة فاجأ المدعوين المشغولين بالرقص والشرب ، وانفجرت بقية القناني التي يبلغ عددها اكثر من اربعمائة قنينة هي هدايا لحفل الزفاف.
إذن ان سبب اشتعال المكان بهذه السرعة هو كميات الكحول الهائلة التي كانت في وسط قاعة الاحتفال قرب الباب ولهذا لم يستطع المدعوين الهروب لأن الباب كان يمور بالنيران المشتعلة وقناني الكحول المنفجرة ترمي بشضايا الزجاج فحوصر الجميع وهكذا كانت الفاجعة.

لعل الغريب في المسألة أن ممثل الآشوريين السريان سمير ميخا في مجلس المحافظة انتقد القس على كلامه هذا ، لأن بعض السياسيين الاشوريين يريدون أن يحسبوا قتلى حريق الخمر (شهداء). ينالون كامل حقوق شهداء الحشد الآشوري. طبعا هذا استغفال للدولة واستغلال وانتهازية. لأن العراق في كل يوم تحصل فيه حرائق ويسقط ضحايا بالعشرات. في حرائق او حوادث سيارات.

على كل حال أنا لست ضد اي قرار ، ولكن على أي انسان يتحمل نتيجة غفلته وأفعاله ، وحادث الحمدانية هو نفس ما حصل لكنيسة العذراء في الموصل الذي اشتعلت فيها النيران نتيجة اشتعال (الخمر المقدس في المذبح). الذي يشربونه قبل الصلاة لنيل بركة يسوع في أولى معجزاته صانع للخمور.فاشتعلت الكنيسة واحترق المصلّين بالعشرات. حيث يقول الإنجيل أن يسوع المسيح كان في أحد الأعراس ، ولمّا فرغت الخمر طلبت منه امه القديسة مريم العذراء ان يصنع لهم الخمر ، فطلب يسوع أن يملأوا سبعة اجران كبيرة بالماء ، ثم قرأ عليها إسم الله فتحول الماء إلى خمر صرف أعجبت الوالي الروماني الذي كان حاضرا. وهذه هي الخمر المقدسة التي يتم شربها في المناولة.

يقول يوحنا في إنجيله : (في اليوم الثالث للعرس كانت أم يسوع هناك.ودُعي يسوع أيضا للعرس،ولما فرغت الخمر قالت مريم العذراء لإبنها يسوع : ليس لهم خمر .. وكانت هناك ستة أجران ، فقال لهم يسوع : املأوا الأجران ماء . ثم قال لهم اسقوا . فلما ذاق رئيس المتكأ الخمر قال أنها خمر جيدة. فسكروا جميعا وكانت هذه اولى آيات مجده). إنجيل يوحنا 2 : 3 ــ 9.

هذه الخمر هي سبب مصيبة قاعة الحمدانية. علما أن الكحول مصنوعة محليا وفيها اكثر من تسعين بالمائة من الكحول. أي أنها اسرع اشتعالا من البنزين. ثم ساعدت كراسي البلاستك على اتمام بقية الحريق.
الغريب هو تعلق المسيحية بالخمر مع أنهم يقرأوا قول الرب : ( يكون عظيما أمام الرب الذي لا يشرب خمرا ولا مسكرا). إنجيل لوقا 1: 15.

بقلم

عالمة اللاهوت

ايزابيل بنامين

نينوى