طوفان الأقصى آثار اقتصادية إيجابية توازي النصر السياسي .
حسين فلسطين ||
ليست كأيّ حرباً تدور رحاها في عالمٍ أصبحت فيه الحروب من المتلازمات ، فما يدور اليوم على الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يختلف من حيث المفاهيم العسكرية لكنه لا يشبه بأي شكلاً من الأشكال الحروب الدائرة نتيجة دوران عجلة الصراع القطبي في العالم !
الغريب أن الجهل الاستراتيجي لدى بعض الخبراء والمحللين في تعاظمٍ مستمر ويزيد كلما بان ميولهم للمحور الأمريكي سواء كان الميول سياسي أو اعلامي دون الارتكاز على مبدأ حيادية الطرح وثراءه المعرفي لذلك نجد استمرار حالة التهويل والتخويف كلما اطلقت المقاومة صواريخها اتجاه المحتلين سواء الصهاينة او السعوديين او الأمريكيين خصوصا في بلدان الشرق الأوسط،إذ تنطق الماكنات الدعائية مع اول رشقة صاروخية تدك معاقل المحتلين من خلال محاولة إشاعة الخوف في الأوساط الشعبية بالأسهاب والمبالغة عن أضرار اقتصادية واجتماعية وسياسية ستنتج عنها تلك الحروب التي يكون طرفها مقاوم دون الحديث عن الطرف الآخر في الحرب !
ومن وجهة نظر اقتصادية لا سياسية أو ديموغرافية نستعرض أبرز الانعكاسات الإيجابية التي ستكون بالمحصلة جزء من “مغانم” حرب (طوفان الأقصى) التي تدور حالياً في فلسطين المحتلة التي سيغتنمها محور المقاومة والدول القريبة منه سواء استمرت الحرب او انتهت قريباً؛
اولاً: الانعكاسات السلبية لحرب (طوفان الأقصى) على الطريق الأمريكي الاقتصادي المزمع إنشائه والذي يبدأ من الهند مرورًا بالكيان السعودي وشقيقه الكيان الصهيوني بأتجاه أوربا والذي تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون طريق اقتصادي استراتيجي ينافس طريقا التنمية العراقي والحرير الصيني .
ثانياً: الارتدادت العكسية لأسعار النفط وتحكم أميركا بالسعر العالمي والذي سيحرر السوق النفطي ويعظم العائدات خصوصا في العراق .
ثالثا: مع عدم الاستقرار الأمني للكيان الإسرائيلي المحتل والذي يسهم في انهيار القطاع السياحي فيه ستكون البوصلة بأتجاه لبنان وسوريا مرة أخرى بعد سنوات من خمول القطاع السياحي في هاتين الدولتين نتيجة ظروف مختلفة عديدة أهمها الحرب .
ثالثا:من الطبيعي أن تسهم حرب ( الطوفان ) بصنع منافس ديمفرافي يساعد لبنان في ضمان حقوقه النفطية خصوصا وإن بعض الابار متاخمة لحدود تقع تحت الاحتلال الصهيوني .
رابعاً: اذا ما حلت حرب (طوفان الأقصى) أوزارها فمن الطبيعي أن تكون نتائج المفاوضات لصالح دولة فلسطين فيما يتعلق بالطريق الأمريكي الاقتصادي الذي تنوي الولايات المتحدة الأمريكية إنشائه فلابد ان يكون جزء من الطريق واقع تحت سيطرة فصائل المقاومة الفلسطينية وإن عدم اكماله يعني ميول كفة الطرق والممرات العالمية لصالح طريق التنمية العراقي او الحرير الصيني او كليهما معاً.
اضافة لما ذكرناه انفاً فإن انهيار الاقتصاد الإسرائيلي بدأ فعلياً لاسيما وأن سلطات العدو الصهيوني قررت بيع (30) مليار دولار من أجل ترميم وضع الشيكل المنهار نتيجة ضربات المقاومة لذلك فإن مكتسبات الحرب ليس كما يصورها الإعلام “العربي” الذي يهدف إلى قتل أي تفاعل حالي او مستقبلي مع المقاومة.